غزة (الاتحاد)
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل شمالي قطاع غزة، تزامناً مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 أكتوبر الجاري، جاء ذلك فيما قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء العمليات المكثفة للجيش الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع.
وفي 5 أكتوبر الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها.
وتفاقمت حالة المجاعة وأزمة العطش بشكل كبير شمالي القطاع، مع رفض الجيش الإسرائيلي إدخال أي شاحنات تحمل مواد غذائية ومساعدات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في المستشفيات والمراكز والنقاط الطبية في شمال قطاع غزة، في ظل استمرار العملية البرية الإسرائيلية التي تستهدف كل مقومات الحياة في شمال القطاع لليوم الـ 19 على التوالي.
وأكدت الوزارة الفلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي يهاجم الكوادر والمرافق الصحية بشكل متكرر، وأن الكوادر الصحية في شمال القطاع تتعرض للإبادة، مشيرةً إلى أن إسرائيل تواصل منع وصول الدواء والغذاء والوقود للمستشفيات، مطالبةً المؤسسات الدولية بالضغط على إسرائيل، والعمل على تأمين الأدوية والغذاء والوقود إلى مستشفيات شمال قطاع غزة.
وأوضحت أنها وثّقت مقتل 1050 من الكوادر الطبية واعتقال 310 منذ بدء الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة بأن الجيش تعمد قتل أي جريح أو مريض يقترب من بوابات المستشفيات، التي تحولت لـ «مصائد موت لقتل الفلسطينيين».
وواصل الجيش الإسرائيلي تدمير جميع المباني السكنية المحيطة بمستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي شمال القطاع.
وفي السياق، أعلن مستشفى العودة في جباليا عن وجود نحو 150 جريحاً بداخله، حياتهم مهددة بالخطر، في ظل نفاد الأدوية والوقود.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أمس، إن أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية أصبحت «صفرية» في مستشفيات شمال قطاع غزة.
وأضاف أبو صفية في تصريح صحفي: «أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية أصبحت صفرية بالمستشفى شمال القطاع جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل في ظل عملية الإبادة».
وأردف: «لا نستطيع توفير وحدات دم للجرحى، وكل ساعة يتحول جريح إلى شهيد بسبب نقص المستلزمات والأدوات الطبية».
بدوره، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لايركه، إن إسرائيل رفضت جميع المحاولات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة في الفترة بين 2 و15 أكتوبر الجاري ولم تسمح بدخول أي مساعدات غذائية إلى المنطقة.
وأشار المتحدث الأممي إلى دخول بعض المساعدات فقط إلى شمال غزة في أكتوبر الحالي، مبيناً أن السلطات الإسرائيلية رفضت 28 طلباً لتحركات خاصة بمساعدات إنسانية منسقة إلى بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في المنطقة، في الفترة ما بين 6 إلى 20 أكتوبر الجاري.
وأضاف: «السلطات الإسرائيلية سمحت بمرور أربع مهمات فقط من أصل 66 مهمة مساعدات إنسانية مخطط لها من نقطة التفتيش في جنوب غزة إلى الشمال في الأيام العشرين الأولى من أكتوبر، وفي الأسبوعين الأولين من هذا الشهر تم رفض 85 بالمئة من المساعدات».
من ناحية أخرى قال نازحون فلسطينيون، أمس، إن «الجيش الإسرائيلي قصفهم ببراميل متفجرة وقذائف، ما أسفر عن مقتل عشرات منهم ودفع الباقين قسراً للنزوح من شمال قطاع غزة».
وتوجه النازحون من مناطق مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة نحو محافظة مدينة غزة، هرباً من القصف المكثف.
وقال مسعفون وسكان، إن ضربات إسرائيلية قتلت 20 شخصاً، أمس، في مناطق شمال القطاع.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، إن أحد موظفيها قتل عندما تعرضت مركبة تابعة للوكالة لضربة في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأقر الجيش الإسرائيلي باعتقال عشرات الفلسطينيين في منطقة جباليا، وأنه جرى نقلهم وتسليمهم إلى جهاز الأمن والاستخبارات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «اعتقلت القوات أكثر من 150 شخصاً في حين استسلم بعضهم إلى القوات».
من جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن «الجيش الإسرائيلي اعتقل عشرات الفلسطينيين الذين تم نقلهم إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) والوحدة 504 التابعة لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي (آمان)».
وأضافت: «في إطار محاصرة جباليا وإجلاء سكانها خلال الأيام الأخيرة، أقام الجيش نقاط تفتيش، حيث تم فصل النساء والأطفال عن الرجال في سن القتال للتأكد من عدم تورطهم بنشاطات معادية».
كما نشرت الهيئة على حسابها في منصة «إكس» مقطع فيديو يظهر نقل المعتقلين بشاحنات للجيش الإسرائيلي.