دينا محمود (لندن)
حذر محللون غربيون من تفاقم خطر التنظيمات الإرهابية، التي تسعى لاتخاذ معاقل وملاذات آمنة لها في مناطق مختلفة من أفغانستان، وذلك في ظل انشغال المجتمع الدولي، بملفات أخرى أكثر سخونة على مستوى العالم، على رأسها الحرب الدائرة في قطاع غزة والتصعيد في لبنان، وانعكاساتها الإقليمية الآخذة في التصاعد.
وأشار المحللون في هذا الصدد، إلى ما ورد في التقرير السنوي الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخراً عن أفغانستان، وأكدت فيه تزايد نشاط الجماعات الإرهابية هناك، على المستوييْن العملياتي والدعائي، لا سيما من جانب تنظيم القاعدة، الذي يُكثِف في الفترة الراهنة حملاته الرامية لإعادة بناء قدراته العملياتية وتجنيد مزيد من العناصر في الأراضي الأفغانية.
وبحسب التقرير نفسه، يستقطب التنظيم إرهابيين مخضرمين من خارج أفغانستان لتعزيز خلاياه المنتشرة هناك، مع إعطائها أولوية أكبر، لإعادة اجتذاب من انخرطوا في صفوفها في السابق، أو شاركوا في هجمات إرهابية، نُفِّذَت من جانب جماعات تدين له بالولاء، خلال السنوات القليلة الماضية.
وأبرز خبراء مكافحة الإرهاب كذلك، ما ورد في التقرير الأممي، من أن «القاعدة» لا يشكل التنظيم الوحيد، الذي يحاول استغلال الوضع الأمني على الساحة الأفغانية لترسيخ أقدامه فيها، وإشارته إلى تصاعد تهديدات تنظيم «داعش - خراسان»، خاصة على ضوء تقديرات، بأن لديه آلاف المسلحين المنتشرين في أفغانستان.
ويزيد من خطورة ذلك التنظيم، الذي يمثل جناحاً لـ«داعش» في منطقة جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، كونه يعمل بشكل منسق ووثيق مع أجنحة أخرى للتنظيم الإرهابي ويعمل أيضاً على إرسال مسلحيه، لشن هجمات في دول، تقع خارج النطاق المعتاد لعملياته، في وسط القارة الآسيوية.
ومنذ أن ظهر «داعش - خراسان» في المشهد الإرهابي منتصف العقد الماضي، امتدت هجماته إلى دول كـ«طاجكستان»، كما أعلن أشخاص في بُلدان مثل سريلانكا والمالديف وبنجلاديش ولاءهم له. وقد سبق لذلك التنظيم تنفيذ هجمات ضد المدنيين في أفغانستان، من بينها تفجير ضرب كابول في مايو 2021، أودى بحياة نحو 90 شخصاً.
ويُضاف إلى هذه المخاطر الإرهابية التي تُحْدِق بالأمن في أفغانستان، التهديد الذي تشكله حركة «طالبان باكستان»، الناشطة في مناطق قبلية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية.
وفي تصريحات نشرتها مجلة «ناشيونال ريفيو» الأميركية على موقعها الإلكتروني، اعتبر الخبراء الغربيون أن المؤشرات التي تفيد بتكثيف التنظيمات الإرهابية أنشطتها في أفغانستان، توحي بأن هذا البلد بات أشبه بـ«برميل بارود»، قد يصبح انفجاره ليس سوى مسألة وقت.