أحمد شعبان (القاهرة، عدن)
يدرس برنامج الغذاء العالمي تقليص عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية في محافظة تعز، حسبما كشفت مصادر مطلعة أمس، الأمر الذي أثار مخاوف بالغة من تفاقم الأزمة الإنسانية المتأججة بالفعل.
وحذرت المصادر من أنّ مثل هذه الخطوة ستكون كارثية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان تعز بسبب الحرب والحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي منذ سنوات.
وأوضحت المصادر أنّ عدم انتظام صرف رواتب الموظفين، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، جعل المساعدات الغذائية شريان حياة للعديد من الأسر، لافتة إلى أنّ الأزمة الإنسانية تفاقمت في تعز مع عودة أعداد كبيرة من النازحين من المحافظات الأخرى، الأمر الذي زاد من الطلب على المساعدات.
وحذر المصدر من أن تداعيات قرار تقليص المساعدات الغذائية ستكون بمثابة ضربة قاصمة للسكان، وستؤدي إلى زيادة حادة في معدلات سوء التغذية والفقر.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري، إن اليمن يعيش أسوأ أزمة غذاء في العالم، وسط تحذيرات الأمم المتحدة بخطورة الوضع الإنساني الكارثي وانعدام الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تساهم بشكل متعمد في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، بسبب تعنتها ورفضها التعاون مع الجهات الدولية والأممية إلا وفق شروطها التعجيزية، وتطبيق سياسة العقاب الجماعي ضد ملايين اليمنيين، وتقطيع أوصال المحافظات.
وذكر الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الوضع الغذائي في اليمن يشهد تحدياً كبيراً وخطيراً وخصوصاً على الأطفال، بما ينذر بعواقب وخيمة، في الوقت الذي يواجه فيه اليمن أزمة نقص الغذاء التي تعتبر من أكثر الأزمات التي لها آثار وتداعيات سلبية كبيرة على الوضع الاجتماعي والأمني.
وحذر الزبيري من تفاقم أزمة الغذاء وشبح الجوع مع انتشار أمراض سوء التغذية الحاد بين الأطفال بشكل كبير، والذي يهدد حياتهم، بسبب استمرار الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي منذ 10 سنوات، والانتهاكات المستمرة، المتزامن مع نقص تمويل المساعدات الإنسانية.
من جهته، يرى وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، أن الوضع الإنساني والغذائي المتدهور ينذر بعواقب وخيمة خاصة على النساء والأطفال، مشدداً على أن شح التمويل ونقص الغذاء من أهم الأزمات خطورة على الوضع الإنساني والأمني.
وأشار عبدالحفيظ في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن نسبة كبيرة من اليمنيين يعتمدون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية والإغاثية، والتي تم تقليصها في الفترات الأخيرة بسبب شح التمويل الدولي لليمن، وأدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين السكان الضعفاء وتدهور الوضع الإنساني.
وأشار عبدالحفيظ إلى أن ما تقوم به جماعة الحوثي من انتهاكات في اليمن والبحر الأحمر؛ يُشكل ضغطاً على الحكومة الشرعية، بما ينعكس على الواقع الاقتصادي والتجاري والغذائي، مطالباً بتحرك دولي لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، وتقديم المعونات الغذائية بشكل أكبر.