نيويورك (وكالات)
حذرت الأمانة العامة للأمم المتحدة من الخطر الذي يهدد أمن واستقرار لبنان والمنطقة ككل، ودعت الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لوقف أي مزيد من التصعيد الحالي.
جاء ذلك خلال إحاطتين قدمهما مسؤولان بالأمم المتحدة إلى الاجتماع العاجل الذي عقده مجلس الأمن الدولي مساء أمس، استجابة لطلب من الجزائر الممثل العربي في المجلس، بمشاركة عبدالله بوحبيب، وزير خارجية لبنان.
وفي جلسة الاستماع، أبلغت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، أعضاء المجلس بأن الخطر المحدق في لبنان والمنطقة لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً أو خطورة عما هو عليه حالياً.
وقالت إنه مع اقترابنا من عام كامل من تبادل إطلاق النار شبه اليومي عبر الخط الأزرق وإراقة الدماء في غزة، فقدنا الكثير من الأرواح، ونزح الكثير من الناس، ودُمِرت الكثير من سبل العيش.
كما أبلغت أيضاً أعضاء المجلس، بمدى اتساع نطاق وكثافة الضربات وتبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، معتبرة أن التطورات الأخيرة خطيرة للغاية، ومن شأنها أن تؤدي إلى توسيع دائرة العنف المهددة لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة بأكملها.
بدوره، حذر وزير الخارجية اللبناني من «انفجار كبير» وشيك في لبنان. وقال بو حبيب «إما أن يجبر هذا المجلس إسرائيل على وقف عدوانها أو سنبقى شهوداً صامتين على الانفجار الكبير الذي يلوح في الأفق».
من جانبه، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن الجزع والرعب الذي أصاب شعب لبنان إزاء اتساع وتأثير الهجمات التي وقعت أخيراً، مشدداً على ضرورة أن إنهاء الحرب في غزة وتجنب صراع إقليمي شامل يشكل أولوية مطلقة وعاجلة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى جميع أنحاء القطاع، الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وحذر المسؤول الأممي من أن الاستمرار على هذا المسار من خطاب الحرب الملتهب من جميع الأطراف والتصعيد العسكري المتهور لا يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، داعياً إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.
وأعلنت إسرائيل، أمس، إغلاق مجالها الجوي، وجميع المنشآت الخاصة بالطيران من مدينة الخضيرة إلى الشمال، أمام جميع أنواع الطائرات، لمدة 24 ساعة.
وفي بيروت، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس، أن حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الأول، بلغت 37 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، فيما بلغ عدد الجرحى 68 جريحاً، موضحاً أن فرق الإسعاف والإنقاذ والدفاع تواصل عملها طول الليل الماضية لإزالة الركام لكي نتمكن من استخراج الجرحى والضحايا. وأشار إلى أن مبنى سكنياً سقط بكامله على رؤوس قاطنيه نتيجة الغارة، كما استمرت الهجمات العنيفة عبر الحدود أمس، إذ شنت طائرات حربية إسرائيلية بعضاً من أعنف عمليات القصف التي نفذتها خلال تبادل إطلاق النار المستمر منذ 11 شهراً في أنحاء جنوب لبنان.
وفي ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أمس، إلغاء سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً «بوقف المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي».
إلى ذلك، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي، أمس، أن «إسرائيل تستخدم تقنيات تكنولوجية متطورة ومجلس الأمن المركزي سيبقي اجتماعاته مفتوحة لمتابعة التحقيقات». وقال مولوي، إن «الوضع الأمني اليوم خطير ودقيق ويجب على كل الأجهزة الأمنية المتابعة الدقيقة، وملاحظة أي تحركات مشبوهة، وعلينا جميعاً أن نكون على أهبة الاستعداد».
احتواء الوضع
شددت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، على «الحاجة الملحة» إلى اتخاذ إجراءات ملموسة في الشرق الأوسط، حيث توسعت حرب إسرائيل في قطاع غزة إلى لبنان. وكتبت الخارجية على منصة «إكس»: مجدداً، تحبس المنطقة برمتها أنفاسها، نحتاج في شكل ملح إلى إجراءات ملموسة في الشرق الأوسط لاحتواء الوضع وتجنب سقوط مزيد من الضحايا المدنيين. كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس، إنه يشعر بالقلق حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان.