شعبان بلال، وكالات (غزة، نيويورك)
أشادت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاخ، بالدور الإنساني الذي قامت به دولة الإمارات من أجل إجلاء 252 مريضاً من غزة لتلقي الرعاية الطبية.
وتطرقت سيغريد كاخ، في إحاطة قدمتها لأعضاء مجلس الأمن الدولي، خلال اجتماع أمس، إلى حملة التطعيم التي تشترك في تنفيذها كل من منظمة الصحة العالمية ووكالة «الأونروا» و«اليونيسيف»، مؤكدةً أن الجولة الأولى من هذه الحملة تم اكتمالها بنجاح، في حين ستبدأ المرحلة الثانية من حملة التطعيم في غضون 4 أسابيع تقريباً.
وقالت: «إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال برهنت على أن العمل الإنساني ممكن حتى في أشد الظروف صعوبة، مع توافر الإرادة السياسية الكافية والالتزام السياسي».
في الوقت ذاته، أكدت سيغريد كاخ «المسؤولية العميقة» التي يتحملها المجتمع الدولي في معالجة المأساة التي تعيشها غزة، واصفة الوضع هناك بـ«بالمؤسف والكئيب والمحزن»، لافتة إلى أن هناك أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى العلاج، ومع اقتراب فصل الشتاء، أصبحت معالجة هذه الاحتياجات الإنسانية أكثر أهمية.
وأشارت إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري في غزة على مدار ما يقارب عاماً من الصراع، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وإصابة 93 ألفاً بجراح، فيما يعاني أكثر من 22 ألف شخص حالياً من إصابات خطيرة غيَّرت حياتهم.
وقالت إن الإصابات الخطيرة في الأطراف والتي تتراوح بين 13 ألفاً و17 ألف إصابة غالباً ما تؤدي إلى البتر، وهو ما يعد انعكاساً محزناً للمأساة الناجمة عن هذه الحرب، لافتةً إلى أن الأزمة الإنسانية التي تمر بها غزة أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية والتعليم، مع خروج 625 ألف طفل من المدرسة.
وفي سياق متصل، قال المفوض العام لوكالة «الأونروا»، فيليب لازاريني، أمس، إن نسبة التغطية التي حققتها حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة بلغت 90 بالمئة، والتحدي التالي هو تزويد الأطفال بالجرعة الثانية نهاية سبتمبر الجاري.
وقال لازاريني في منشور على منصة «إكس»: «أخبار إيجابية نادرة من غزة، الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال انتهت بنجاح».
وشكلت الحملة الرامية لتحصين نحو 640 ألف طفل دون العاشرة في القطاع تحدياً كبيراً لـ«الأونروا» وشركائها بسبب الحرب.
وفي السياق، قالت مدير مكتب إعلام «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، إن الوكالة بالتعاون مع شركائها، نجحت في تحصين مئات الآلاف من الأطفال ضد شلل الأطفال، وبلغت نسبة التغطية 90% من أطفال القطاع.
وأوضحت حمدان في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أنه تم في الجولة الأولى تطعيم الأطفال في المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية بالقطاع، رغم التحديات والظروف الصعبة، وبفضل جهود وتفاني موظفي «الأونروا» وشركائهم.
وأشارت إلى أن التحدي القادم هو توفير الجرعة الثانية، والتي ستكون ضرورية في الأسابيع المقبلة، معبرة أن أملها في أن تتهيأ الظروف من أجل استكمال التطعيم، وضمان وصول الجرعة الثانية من اللقاحات لجميع الأطفال ممن هم دون سن العاشرة.