الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد»: «الذباب الإلكتروني».. محاولات عبثية لبث الفتنة وتشويه الحقائق

خبراء لـ «الاتحاد»: «الذباب الإلكتروني».. محاولات عبثية لبث الفتنة وتشويه الحقائق
1 سبتمبر 2024 01:10

 أحمد عاطف (القاهرة)

سرطان منصات التواصل الاجتماعي، وصف يطلقه خبراء الإعلام الرقمي لتوضيح مخاطر الذباب الإلكتروني أو اللجان الإلكترونية والتي تستغلها جهات عديدة للتلاعب بالرأي العام وإثارته بنشر معلومات مضللة بكثافة شديدة مقابل دفع أموال للقائمين على تلك اللجان.
ويستخدم الذباب الإلكتروني الهاشتاج لنشر شائعات، مستفيداً من تقنيات البرمجة لجعل الهاشتاج في قائمة الأعلى مشاهدة، مما يسهل عملية نشر المعلومات والآراء الكاذبة.
ويقول فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي بالجامعة الأميركية، إن مصطلح الذباب الإلكتروني يشير لمجموعة من الحسابات الوهمية والمميكنة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وظهرت للمرة الأولى على منصة «X»، لكن سرعان ما انتقلت الفكرة إلى أغلب المنصات الأخرى.
يضيف رمزي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الفكرة تقوم على برمجة روبوت اصطناعي يصنع عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية، وينشر الكثير من المحتوى من خلالها لتنتشر ويروج لها في فترة قصيرة لأغراض سياسية، تجارية أو احتيال ومحاولة صنع رأي عام مزيف حول قضية ما.
يوضح خبير الإعلام الرقمي أن استخدام الذباب الإلكتروني صار شائعاً مؤخراً في إثارة البلبلة بين الشعوب أو بين فئات مجتمعية داخل الدول، ونشر المعلومات المغلوطة لتحريك الآراء عبر الحسابات الوهمية والهاشتاجات الرائجة لإشعال الفتن رغم عدم وجود أي حقيقة لها واقعياً.
ويقول خالد برماوي، خبير الإعلام الرقمي، إنها ظاهرة قديمة، لكنها ازدادت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وصعوبة إيقافها من قبل المنصات، وعدم وجود رغبة حقيقية من قبل المنصات في حوكمة فضائها.
ويضيف أنه غالباً ما يقف ورائها شركات من أطراف معادية تسعى لإحداث وقيعة بين الشعوب، وتستغل في ذلك أي أمور رياضية أو فنية أو سياسية.
وعن الحلول، يوضح أن هناك حلولاً تقنية وأنظمة ترصد المحتويات الضارة وتتعقبها من أجل مواجهتها، وهناك حلول قانونية لتجريم هذه الممارسات، وإن كان أغلب القائمون على الذباب الإلكتروني يكونون من خارج الدولة التي يهاجمها مما يصعب مسألة التجريم القانوني.
ويكمل: «الوعي والإدراك هو السلاح الأقوى والأهم من خلال التوعية الإعلامية والرقمية ومن جانب الهيئات الثقافية والتعليمية لتأهيل الشباب والكبار لمواجهة تزييف الوعي». 
من جانبه، يشير أمجد طه، الباحث الاستراتيجي، إلى خطورة تصديق شائعات الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصفها بأنها ليست مجرد محاولات عابثة لبث الفتنة أو تشويه الحقائق فقط بل تسعى لتحويل ساحات الحوار الفكري إلى فوضى فكرية وافتعال معارك اجتماعية بين الشعوب العربية.
ويضيف طه في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تلك الظاهرة بمثابة سرطان يسري في عروق المنصات، ويحمل العداء لكل نموذج يسعى لبناء مجتمع متماسك وقوي، ويسعى لتقويض أسس التعايش والتماسك المجتمعي.
ويرى الباحث الاستراتيجي أنه رغم انتشار هذا الذباب كالدخان المتصاعد، لكنه يفتقر إلى أي أساس أخلاقي أو مبدأ راسخ، مما يجعله مجرد ظاهرة زائلة أمام قوة المجتمع الخليجي الأصيلة، القائم على الأخلاق الرفيعة والقيم الحميدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©