الأربعاء 11 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترامب: هاريس استخدمت الذكاء الاصطناعي لإضافة مؤيدين إلى «صورة انتخابية»

ترامب يتحدث أثناء مشاركته في مقابلة مع إيلون ماسك على منصة «X» في فلوريدا (رويترز)
14 أغسطس 2024 01:03

أحمد مراد (واشنطن، القاهرة)

أعاد دونالد ترامب مشاركة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم أن منافسته «الديمقراطية» في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس استخدمت الذكاء الاصطناعي من أجل إضافة حشد من المؤيدين إلى صورة لها خلال تجمع انتخابي في ميشيغان الأسبوع الماضي.
وكتب المرشح الرئاسي «الجمهوري» في سلسلة منشورات الأحد الماضي على منصته تروث سوشال: «هل لاحظ أحدكم أن كامالا مارست الغش في المطار؟ لم يكن هناك أحد في استقبالها عند الطائرة، وقد استخدمت الذكاء الاصطناعي وأظهرت حشداً هائلاً من المؤيدين المزعومين، لكنهم لم يكونوا موجودين».
وأضاف في منشور ثان «لم يكن أحد هناك». وأظهرت لقطات حية وصور للعديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة فرانس برس، المؤيدين في المطار يندفعون إلى المدرج لاستقبال هاريس وشريكها في بطاقة الترشح «الديمقراطية» تيم والز.
وكتبت الصفحة الرسمية لحملة هاريس على منصة إكس «هذه صورة حقيقية لحشد من 15 ألف شخص في تجمع هاريس-فالز في ميشيغان»، وشاركت الحملة نسخة أصلية من الصورة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مؤكدة أنه «لم يتم تعديلها بوساطة الذكاء الاصطناعي بأي وجه من الوجوه».
وقام الخبير بجامعة دريكسل ماثيو ستام بتحليل الصورة لوكالة فرانس برس وتوصل إلى أن برنامجه المتخصص «لم يجد أي دليل على أن الصورة تم إنشاؤها بوساطة الذكاء الاصطناعي».
وقال هاني فريد من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أيضاً: إن برنامجين مصممين لتقفي آثار الذكاء الاصطناعي لم يكشفا أي دليل على استخدام هذه التقنية في الصورة. 
وخلال حديث عبر منصّة إكس أخرته مشكلات فنية، تبادل دونالد ترامب وداعمه الثري إيلون ماسك مجموعة من الافكار، شبّها فيها المهاجرين غير القانونيين بالزومبي، حيث بدأت المقابلة بعد تأخير لأربعين دقيقة بسبب مشكلات فنية عزاها ماسك إلى هجوم إلكتروني، فتحدث عن «هجوم ضخم لحجب الخدمة» من خلال إغراق خوادم الشركة بهدف تعطيلها.
 وأتاح ماسك لترامب فرصة استعادة مواضيع حملته الانتخابية بحضور محاور متعاطف مصمّم على عدم نقض ادّعاءاته.
ووعد الرئيس السابق مرّة جديدة بـ«أكبر عملية ترحيل في تاريخ» الولايات المتحدة، مردّدا ادّعاءه أن تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة في عهد بايدن تسبب بزيادة الجرائم. ووافقه ماسك الرأي قائلا «لدينا أشخاص يتدفقون وكأنها... نهاية العالم بأيدي الزومبي»، مشبها الوضع على الحدود الأميركية بفيلم «وورلد وور زد».
ويُسجل الذكاء الاصطناعي حضوراً فاعلاً ومؤثراً في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا سيما مع استخدام تقنياته على نطاق واسع، من جانب الناخبين أو المرشحين. وأصبحت التكنولوجيا إحدى أدوات العمل السياسي في غالبية دول العالم، وخاصة خلال تنظيم الاستحقاقات الدستورية.
وأوضحت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتورة نهى بكر أن التطور الكبير الذي تشهده الولايات المتحدة في استخدامات الذكاء الاصطناعي يفرض العديد من التحديات والمخاوف من إمكانية استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة في التأثير على السياسات، وهو ما دفع السلطات إلى العمل على توعية جمهور الناخبين وإعداده بشكل جيد لاختيار المحتوى المناسب، إضافة إلى اتخاذ إجراءات أمن سيبرانية تمنع الاختراق والتحريض.
وقالت بكر لـ«الاتحاد»: إن استخدام الذكاء الاصطناعي في السباق الرئاسي الأميركي جعل الحملات الانتخابية أكثر تأثيراً بطرق عدة وتكلفة منخفضة، مثل الحسابات الوهمية والفيديوهات المزيفة التي يسهل إنتاجها وتشمل تقليد أصوات الشخصيات المهمة والمؤثرة، والهجمات السيبرانية مثل اختراق المعلومات الحساسة وتسريبها، ونشر المعلومات الخاطئة والتلاعب بشأن أوقات التصويت ومراكزه.
وذكرت أنه تم بالفعل إجراء اتصالات هاتفية مزورة تضمنت صوت الرئيس جو بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي، إضافة إلى فيديو تم إنتاجه بوساطة الذكاء الاصطناعي يظهر فيه والد ترامب وكأنه ينتقده وينصحه بعدم المشاركة في الانتخابات، كما كانت هناك محاولة لقمع ناخبين عبر اتّصال آلي بصوت بايدن للحض على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية.
كما سبق أن استخدم أنصار ترامب الذكاء الاصطناعي في إنتاج صور غير حقيقية تستهدف الناخبين السود لتشجيعهم على التصويت لصالح مرشح الحزب «الجمهوري»، وجذبت الصور مئات الآلاف من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت الدكتورة نهى بكر إلى أن السلطات الأميركية تعمل جاهدة على ردع وتحجيم الاستخدامات الضارة للذكاء الاصطناعي قبل أن تُفسد المشهد الانتخابي، وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركي خلال مايو الماضي بياناً يُحذر فيه من مخاطر استغلال الذكاء الاصطناعي في محاولات التأثير على الانتخابات الرئاسية، ودعت إلى منع ما يؤثر على الأسس الديمقراطية لنظام الاقتراع عن طريق تقنيات الجيل الجديد، لا سيما أنها توفر فرصاً لجهات محلية أو خارجية للتدخل في الانتخابات، واستهداف بنيتها التحتية، والتأثير على النتائج. 
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن 7 شركات رائدة في مجال التكنولوجيا الذكية التزمت بمجموعة تدابير لإدارة المخاطر المحتملة، وأعلنت «ميتا» أنها ستشكل فريقاً لمواجهة محتوى الذكاء الاصطناعي المخادع والمضلل المتعلق بالانتخابات الرئاسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©