شعبان بلال، وكالات (عواصم)
وجه دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي عن الحزب الجمهوري، انتقادات لاذعة لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً إنها تخشى مناظرته، «حتى لا تظهر مثل بايدن»، في إشارة إلى المناظرة التي أجريت الشهر الماضي، وانسحب الرئيس الأمريكي جو بايدن على إثرها من السباق.
واعتبر ترامب أن وسائل الإعلام المؤيدة لهاريس تحاول إظهارها على أنها نسخة ليبرالية من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، مضيفاً: «لا أعتقد أن هذا سيحدث».
وأفاد ترامب، في ظهور له مساء أمس، على قناة فوكس نيوز، بأنه على استعداد لمناظرة هاريس في أي مكان.
ووصف ترامب هاريس بأنها ليست مناظرة جيدة، قائلاً: «سوف نرى، وأعتقد أننا سنعلن في القريب العاجل عن الموعد». وانطلقت هاريس، أمس، رفقة تيم وولز مرشّحها لمنصب نائب الرئيس، في جولة على ولايات يتوقّع أن تشهد منافسة محمومة، حيث تسعى إلى إقناع ائتلاف من الديموقراطيين والمستقلين والجمهوريين الساخطين بإعطائها صوتهم لتصل إلى البيت الأبيض.
ولم تلبث أن أعلنت هاريس اختيار وولز، حتى شنّ الأخير هجوماً حاداً على ترامب، متهماً إياه بـ«زرع الفوضى والانقسام».
وفي أول تجمّع انتخابي يشاركان فيه سوياً، قال حاكم ولاية مينيسوتا وقد وقفت إلى جانبه هاريس: إذا أتيحت لترامب فرصة العودة، فسوف يستأنف بالضبط ما توقف عنه قبل أربع سنوات، لكن هذه المرة سيكون الأمر أكثر خطورة بكثير.
في هذه الأثناء، تشير تقارير إعلامية إلى أن ميول هاريس اليسارية، جذبت الجناح الليبرالي في الحزب «الديمقراطي»، لكنها في الوقت نفسه منحت «الجمهوريين» فرصة الهجوم عليها واستغلال تصريحاتها السابقة ومقابلاتها كسلاح لتعريفها بأنها «متشددة يسارية» خارج نطاق الناخبين المتأرجحين.
وترى الباحثة الأميركية في الشؤون الدولية إيرينا تسوكرمان أن هاريس وحدت الجهاز السياسي للديمقراطيين بدافع الضرورة المطلقة بسبب ضيق الوقت بعد انسحاب بايدن.
وقالت تسوكرمان لـ«الاتحاد»: إن هاريس لا تزال شخصية مثيرة للانقسام، لكن حملات وسائل التواصل الاجتماعي تخلق صورة أكثر إيجابية تساعد الناخبين والمانحين على الالتفاف حولها.
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي في واشنطن أندرو جوزيه أن هاريس كانت عاملاً موحداً في الحزب الديمقراطي وأعطت الأمل لحزب كان في حالة رعب بعد مناظرة بايدن الكارثية التي ظهر فيها متلعثماً.
وذكر جوزيه لـ«الاتحاد» أن استعداد هاريس للذهاب في انتقاد إسرائيل إلى أبعد وأكثر مما فعل بايدن قد نال استحسان التقدميين والناخبين الديمقراطيين العرب الأميركيين، وكذلك دعمها للوصول إلى الإجهاض وتشريعه وحدود المدة واللوائح الأخلاقية لقضاة المحكمة العليا أكسبها إعجاب التقدميين.
واعتبر أن هاريس تمثل جسراً بين المؤسسة القديمة والتقدميين، على عكس بايدن الذي كان ثابتاً في المؤسسة القديمة، وأن للمرشحة الديمقراطية مؤيدين من بين المعتدلين والقدامى، حيث إنها تأتي إلى البيت الأبيض بأجندة ثورية راديكالية، مثل ترامب، الذي يقترح أجندة بديلة، ولكنها ليست أقل ثورية.
وعلى الجانب الآخر، يستغل ترامب و«الجمهوريون» مواقف هاريس وتصريحاتها السابقة عندما انضمت إلى «الديمقراطيين» الآخرين في دعم الأفكار التقدمية، خلال ما بدا أنه إعادة اصطفاف وطني بشأن العدالة الجنائية.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل أن «سياسة التخويف» أحد أهم العوامل التي يوظفها كل مرشح في حملته الانتخابية، وسيستغل ترامب مواقف هاريس وتصريحاتها السابقة وموقفها من الهجرة غير الشرعية وغيرها من الملفات، وفي المقابل ستوجه هاريس رسائل للناخب بأن ترامب لن يعبأ بالدستور والقواعد التي تنظم الحياة السياسية في الولايات المتحدة.