عبدالله أبوضيف (رفح)
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبشكل عاجل، إلى خفض التصعيد وحماية أرواح المدنيين في منطقة الشرق الأوسط، محذرة من أن الارتفاع الحاد في الهجمات بالمنطقة يلحق مزيداً من المعاناة بالمدنيين، ويثير المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً مع عواقب إنسانية مدمرة.
وأعربت عن قلق اللجنة البالغ إزاء التهديد المتزايد باندلاع مزيد من الصراعات على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، ودعت جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى تهدئة التوترات على وجه السرعة.
وأكدت اللجنة أن القانون الإنساني الدولي يوفر حماية مهمة لأرواح المدنيين وعلى جميع الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعه لمنع هذه الدورات المزعجة من العنف من التحول إلى صراع إقليمي شامل.
ووصفت المتحدثة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر سارة ديفيز الوضع الإنساني في غزة حالياً بأنه مروع، ويشهد فرار سكان القطاع وتكرار نزوحهم منذ أشهر من منطقة إلى أخرى، على أمل العثور على الأمان المفقود، وسط هول الانفجارات وضجيج صفارات الإنذار بشكل مستمر.
وأوضحت ديفيز في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الخوف والإرهاق والقلق بشأن ما ستجلبه الأيام المقبلة يلقي بظلاله على كل شيء، ويحاول كثيرون الآن التعافي من جروحهم، رغم أنهم يعيشون في ظروف صعبة للغاية ويكافحون من أجل العثور على حد الكفاية من الغذاء لأسرهم ويصطفون لساعات للحصول على مياه الشرب الآمنة.
وقالت ديفيز إن الصليب الأحمر رصد عمليات نزوح متكررة تصل إلى 5 مرات للفرد الواحد في قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم يبق أي شيء بمنأى عن الأعمال العدائية بما في ذلك البنية التحتية الحيوية ومرافق الرعاية الصحية.
وأشارت ديفيز إلى أن المنظمة على علم بالتقارير التي تفيد بانتشار شلل الأطفال، وأعربت منذ أشهر عن قلقها بشأن الوتيرة السريعة التي يمكن أن تنتشر بها الأمراض المعدية في ظل الظروف السائدة في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكشفت عن إبلاغ الفرق الطبية التابعة للجنة الدولية عن تزايد حالات الإصابة بأمراض جدري الماء والتهاب الكبد الوبائي بين مجموعة من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب الافتقار إلى التنوع الغذائي وعدم وجود نظام رعاية صحية فعال، والظروف المعيشية المكتظة والظروف الصعبة المتمثلة في الإرهاق الشديد لما يواجهونه كل يوم.
وقالت: إن موظفي اللجنة الدولية يواصلون العمل في المستشفى الميداني للصليب الأحمر والاستجابة لاحتياجات المرضى، لكن لا تزال هناك تحديات عديدة بسبب نقص المساعدات الواردة إلى القطاع وانهيار البنية التحتية، وفي مقدمتها مرافق الرعاية الصحية الأساسية.
وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية بتحييد أماكن الرعاية الصحية في القطاع والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والطبية خلال الفترة المقبلة في ظل زيادة عدد الإصابات بين المدنيين والذين يواجهون ظروفاً صعبة وقاسية نتيجة استمرار التصعيد العسكري.