عبدالله أبو ضيف (واشنطن)
وصلت كامالا هاريس، أمس، إلى ولاية ويسكنسن الحاسمة في إطار السباق إلى البيت الأبيض في مواجهة المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب، لجس نبض الناخبين، مسلّحة بدعم واسع في معسكرها للفوز بترشيح الحزب «الديمقراطي» للانتخابات الرئاسية الأميركية.
من جهته، يعود الرئيس جو بايدن من منزله في ريهوبوث في ديلاوير على ساحل المحيط الأطلسي والذي كان معزولاً فيه بسبب إصابته بـ«كوفيد - 19»، إلى البيت الأبيض، بعد تعافيه. كذلك، أعلن بايدن، أمس، أنه سيلقي كلمة من مكتبه في البيت الأبيض الأربعاء بعد قراره الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024. وأعلنت هاريس، وهي نائبة الرئيس الأميركي ترشحها محلّ الرئيس جو بايدن في السباق إثر انسحابه المفاجئ، وتواجه تحديات كبيرة إذ لم يبقَ أمامها سوى أربعة أشهر لإقناع الناخبين الأميركيين بالتصويت لها.
تتزايد الترشيحات داخل الحزب «الديمقراطي» حول المرشح البديل للرئيس جو بايدن بعد إعلان انسحابه بشكل رسمي من خوض السباق الانتخابي في مواجهة «الجمهوري» دونالد ترامب بسبب ظروفه الصحية، والتي اعتبر أنها تحول دون قدرته على إدارة شؤون البلاد خلال ولاية ثانية تمتد لأربع سنوات كاملة. ورغم بورصة الترشيحات التي تزيد على 5 مرشحين، تتصدر كامالا هارس نائبة الرئيس ومرشحته المفضلة لخوض السباق الانتخابي، حيث قال كين مارتن رئيس الحزب «الديمقراطي» في ولاية مينيسوتا ورئيس رابطة اللجان الديمقراطية في الولايات، إن رؤساء الأحزاب ونواب الرؤساء والمديرين التنفيذيين في جميع أنحاء البلاد متحدون بشكل ساحق خلف نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأعلن أحد أبرز المنافسين لهاريس، جوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا عدم خوضه السباق الرئاسي وتأييده بشكل رسمي لكامالا هاريس للمنافسة باسم الحزب «الديمقرطي» في الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام دونالد ترامب بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من المنافسة واعتذاره عن بطاقة الترشيح.
وحسب بيان رابطة اللجان الديمقراطية منشور على شبكة NBC الأميركية أن أعضاء الجمعية لم يصوتوا ضد دعم هاريس، رغم امتناع البعض عن التصويت لأسباب إجرائية داخل الولاية قبل ساعات من الإعلان، صرح مارتن لشبكة إن بي سي نيوز بأن «كل من تحدثت معهم الآن يتفقون على أننا يجب أن نتحد بسرعة».
وصوتت وفود المؤتمرات في نيو هامبشاير ولويزيانا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وتينيسي لصالح تأييد هاريس بعد ساعات من إعلان بايدن. وقال إيدن جياجنوريو، مدير الاتصالات في الحزب «الديمقراطي» في فلوريدا، لشبكة «إن بي سي نيوز» إن «الوفد يدعم هاريس بأغلبية ساحقة»، وسوف يصدر بياناً قريباً.
في تصريحات لـ«الاتحاد»، قال المحلل السياسي الأميركي «أشلي أنصاره»، إن الحزب «الديمقراطي» بدأ في النظر في البدائل المحتملة لقيادة البلاد في الانتخابات القادمة. ومن بين الأسماء البارزة التي ترددت في الأوساط السياسية كبدائل محتملة لبايدن تتصدر نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس القائمة. وأضاف أن هاريس تشغل منصب نائبة الرئيس وتُعتبر الخيار الطبيعي والأول إذا قرر بايدن عدم الترشح لفترة ولاية ثانية. ومع ذلك، فإن الحزب الديمقراطي يمتلك مجموعة من القادة الذين يتمتعون بشعبية، وقادر على خوض الانتخابات التمهيدية.
وقال إنه يتم طرح اسم جريتشن ويتمير التي تحظى بدعم قوي داخل الحزب الديمقراطي، وتعتبر من الخيارات الجدية التي قد تدخل المنافسة. إلى جانب ذلك، هناك حديث عن جاريد بوليس الذي يُنظر إليه كأحد المرشحين المحتملين، على الرغم من أن سياساته قد تكون مشابهة لتلك التي يتبعها بايدن إلا أن بوليس يملك قاعدة داعمة واسعة، ويستطيع جمع الأصوات اللازمة.
في سياق متصل، قالت المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان، إن الأزمة كبيرة في التوقيت بالنسبة للحزب الديمقراطي، حيث وضع بايدن الجميع في ورطة واضحة بسبب تأخره في إعلان الانسحاب من السباق الانتخابي، ما وضع ضغوطاً متزايدة تتعلق باختيار الشخص المناسب، إلى جانب قدرته على منافسة دونالد ترامب.
من جهته، أشار عضو الحزب «الديمقراطي» مهدي عفيفي إلى أن كامالا هاريس تتقدم بقوة لنيل ثقة الحزب «الديمقراطي» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أنها حظيت بالفعل بتأييد من جو بايدن والذي يمتلك كل أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي، قائلاً إنه على الرغم من أنه لا يوجد إلزام عليهم للتصويت لكامالا إلا أن الأغلبية العظمى ستؤيدها. وأضاف لـ«الاتحاد» أن التمويلات الكبرى للحملة الانتخابية الديمقراطية مرتبطة بشكل أكبر بخوض كامالا هاريس السباق الانتخابي أمام دونالد ترامب في الوقت الذي لا يحظى فيه عدد آخر من المرشحين المحتملين لنفس القوة، حيث ترصد المؤسسات الداعمة للحزب «الديمقراطي» نحو 47 مليار دولار لدعم هاريس.