موسكو (رويترز)
قالت روسيا، أمس، إنها لا تخطط لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن الحلف هو الذي يؤجج التوتر.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى إعلان قمة حلف شمال الأطلسي الذي نص على أن «روسيا لا تزال تمثل أكبر تهديد مباشر على أمن الحلف».
وقالت زاخاروفا إن الحلف يحاول «تبرير وجوده، وتعزيز سيطرة واشنطن على الأقمار الصناعية الأوروبية».
ولطالما أشار زعماء غربيون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيأمر جيشه بالمضي قدماً ومهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، في وسط وشرق أوروبا، إذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا.
وأشار الكرملين إلى أنه لاحظ بعض التصريحات من دول غربية خلال قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، من شأنها السماح لكييف باستخدام أسلحة زودتها بها لضرب الأراضي الروسية في خطوة وصفها بأنها تصعيد خطير.
كان أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، قد دعا أول أمس إلى إنهاء القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يقدمها أعضاء الحلف لضرب أهداف داخل روسيا، قائلاً إن ذلك سيغير قواعد اللعبة في الحرب مع موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «رأينا تصريحات لممثلي بعض العواصم، منها لندن وغيرها، لا يرون أي عوائق في هذا الصدد، ونرى دولاً تحاول الحفاظ على التوازن وتقول إنها ضد مثل هذا التساهل في ضوابط استخدام الصواريخ بعيدة المدى».
وأضاف بيسكوف أن موسكو تعتقد أن مثل هذه الأسلحة تستخدم بالفعل لضرب أراضٍ روسية، وأن التمادي في ذلك، «استفزاز وتصعيد جديد وخطير للغاية للتوتر».
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، أمس، إن روسيا لا تستبعد أي سيناريوهات فيما يتعلق بالاستئناف المحتمل لاتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وهو غير سارٍ الآن.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول أمس الخميس، بعد اجتماع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنهما ناقشا أمن الملاحة في البحر الأسود، بما في ذلك اتفاق تصدير الحبوب.
وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بالفعل إن موسكو منفتحة على مناقشة الإحياء المحتمل لاتفاق الحبوب، لكن فقط في إطار مجموعة أوسع من القضايا.
يشار إلى أن الحكومة المجرية اتهمت شركاءها في حلف شمال الأطلسي باتباع معايير مزدوجة، والفشل في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، مما تسبب في ضجة في ختام قمة الحلف في واشنطن.
وقال وزير خارجية المجر، بيتر سيارتو، خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن المجر ستواصل الدعوة إلى الحوار وقنوات دبلوماسية، حسب متحدث باسم سيارتو.
وأضاف الوزير أن الاستراتيجية الحالية، وخلال العامين والنصف الماضيين، كانت فاشلة تماماً.
وفي ختام قمة الناتو، مثل سيارتو، رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، الذي غادر واشنطن، في وقت مبكر للقاء الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب في فلوريدا.
وانتقد سيارتو التوجه غير المتسق للناتو، مشيراً إلى أن إسرائيل يتم تشجيعها على التفاوض، بينما ما زالت القنوات الدبلوماسية مغلقة في الصراع بشأن أوكرانيا.
وعارض أيضاً الضغط على دول الاتحاد الأوروبي، لإنهاء التعاون النووي مع روسيا، بينما التجارة بين أميركا وروسيا، لاسيما في قطاع اليورانيوم، تتزايد.
وأثار أيضاً قضية ما إذا كانت هناك مفاوضات سرية، ربما تجرى خلف الكواليس.