أحمد شعبان (نجامينا، القاهرة)
أعلن الجيش التشادي، أمس، القضاء على 70 إرهابياً من حركة «بوكو حرام» المسلحة، خلال عملية عسكرية استهدفت مواقع الحركة في بحيرة تشاد، غربي البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش التشادي شمّان إسحاق الشيخ: إن «سلسلة من الغارات الجوية والبرية والبحرية وقعت في كل من ليتري وكايغا - أنغوبوا وكايغا - كينجيريا، بولاية البحيرة على مقاتلي بوكو حرام من قبل جنود تشاديين»، مشيراً إلى عدم تسجيل خسائر في صفوف الجنود التشاديين.
وأضاف أن «الجيش التشادي مدعوماً بقوات التدخل السريع، تمكن من القضاء على 5 معسكرات تابعة لحركة بوكو حرام وطرد كل الشبكات البشرية والمادية الكاملة لهؤلاء المسلحين من الأراضي التشادية».
وفي السياق، كشف مرصد «الأزهر لمكافحة التطرف»، عن أن تشاد استطاعت الحفاظ على الاستقرار خلال الفترة الماضية، وأن جهود الرئيس محمد إدريس ديبي، في مكافحة الإرهاب، آتت ثمارها بفوزه بانتخابات الرئاسة، بعدما تعهد بحماية أمن البلاد، والتعاون مع الدول الأخرى، وخاصة المجاورة، من أجل مكافحة الإرهاب.
وشدد المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل محمد طاهر، على أن تشاد استطاعت أن تقلل من خطر الإرهاب في الفترة الأخيرة بعد مضاعفة البعثات الأمنية في المناطق المهددة، وخاصة في حوض بحيرة تشاد، وتفعيل دور الاستخبارات العسكرية والأهلية المتعلقة بهذا الشأن.
وقال المحلل السياسي التشادي لـ«الاتحاد»، إن قوات الأمن والجيش نظمت بالتنسيق مع دول حوض بحيرة تشاد دورات متخصصة في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى القيام بعمليات تفقدية ورقابية، فضلاً عن المساعدة الاستخباراتية التي تحصل عليها من شركائها في إطار حربها ضد التنظيمات المتطرفة.
وحذر طاهر من التقلب في الأوضاع، والانحدار إلى عدم الاستقرار السياسي، وانتشار الحركات المسلحة؛ لأنها قد تؤدي إلى اختلال ميزان التميز التشادي وتعوق جهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ضعف القدرات الاقتصادية وعدم التزام الشركاء في تمويل مشروع مكافحة الإرهاب مادياً ومعنوياً، حيث إن تشاد تفتقر إلى القدرة المالية التي يتطلبها هذا المجهود.
من جانبه، شدد الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، على أن «هناك دوراً مهماً لا بد أن يقوم به الرئيس محمد إدريس ديبي بالتعاون مع القيادة العسكرية لمواجهة الإرهاب، خاصة أن تشاد تقع في بؤرة التطرف العالمي الموجود في أفريقيا، وبالتالي المهمة كبيرة والعبء ثقيل ولا تستطيع تشاد القيام بها إلا بدعم من الإقليم والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي».
وقال أديب لـ«الاتحاد»: «هناك تحديات كثيرة ربما تقابل القيادة السياسية في تشاد، والتي تضع مواجهة الإرهاب ضمن أهم أولوياتها في المرحلة القادمة، خاصة وإن الشعب اختار إدريس تحديداً لأنه يضع هذه الأولوية في المقام الأول».
وأوضح أديب أن نجاح الرئيس التشادي بمكافحة الإرهاب مرتبط بالإمكانات والقدرة والإرادة والاستمرار، وبدعم المجتمع المحلي والدولي، ويتوقع أن يقوم العالم بدوره في مساندته من خلال دعم التنمية والجيش، والتنسيق الذي يساعد الأجهزة الأمنية على مواجهة الإرهاب المتنامي في القارة الأفريقية.
ولفت إلى أن الانقلابات وشح الإمكانات والتغيرات السياسية داخل القارة أثرت على جهود مكافحة الإرهاب.