عدد اليوم
شعبان بلال (غزة)
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية مجدداً من توقف ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأوكسجين في قطاع غزة عن العمل خلال 48 ساعة.
وقالت الوزارة أمس: «نحذر مجدداً من توقف ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأوكسجين خلال 48 ساعة عن العمل نتيجة نفاد الوقود اللازم لعمل المولدات على الرغم من الإجراءات القاسية والتقشفية التي اتخذتها الوزارة للحفاظ على ما تبقى من كميات الوقود لأطول فترة ممكنة في ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل».
وناشدت كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإدخال الوقود اللازم بالإضافة إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة.
بدوره، كشف المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، عن أن هناك أكثر من 350 ألف شخص من أصحاب الأمراض المزمنة في غزة يواجهون خطر الموت نتيجة عدم توافر الرعاية الطبية، مشيراً إلى أن الوضع الصحي بالغ السوء جراء استهداف المنشآت والكوادر الطبية من جهة، والنقص الحاد في المستلزمات نتيجة إغلاق المعابر من جهة أخرى. وأوضح النمس في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك 10 آلاف مريض في حالة حرجة بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة ولا يتم إخراجهم بسبب إغلاق معبر رفح البري وتدمير البنية التحتية لقطاع الصحة.
وطالب النمس بضرورة تكثيف الجهود الدولية لفتح المعابر كونها «شريان الحياة»، والسماح بتدفق المساعدات الصحية والطبية والإغاثية والإنسانية لكي تستطيع الطواقم الطبية تلبية الاحتياجات.
وشدد متحدث الهلال الأحمر الفلسطيني على ضرورة إدخال الوقود والأوكسجين وأدوات التخدير والتعقيم والجراحة من أجل تمكين الطواقم الطبية من إنقاذ حياة مئات الآلاف من المرضى والمصابين.
وحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار إغلاق المعابر، وخاصة معبر رفح كونه الشريان الرئيس الذي يغذي القطاع، وصعوبة دخول المساعدات الإنسانية بما فيها الطعام والدواء والوقود بشكل كامل بما ينذر بكارثة إنسانية وصحية.
وقال رائد النمس: «ما يزيد على 85% من السكان نزحوا أكثر من مرة، حيث عانوا من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل شح المساعدات الإنسانية الشديد، بخلاف القيود على إدخال الوقود ما يهدد بانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل وخروج المستشفيات المتبقية عن العمل، إذا لم يتم توفير الوقود للمولدات الكهربائية، ولمركبات الإسعاف ومحطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي».
ويوم الجمعة الماضي، حذّر مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، من توقف عمل المستشفى خلال ساعات بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، نظرًا لقطع التيار الكهربائي عن القطاع غزة.
وقال: «خلال الساعات القادمة، إذا لم يتوفر الوقود سنعلن عن توقف عمل المستشفى الوحيد شمالي قطاع غزة، مما يعني وفاة مرضى، من بينهم أطفال في قسم الحضانة».
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
