دينا محمود (واشنطن، لندن)
أكد كثير من المتابعين للسباق الرئاسي المحتدم في الولايات المتحدة، أن إعلان المتنافسة السابقة على نيل بطاقة الترشح الجمهورية نيكي هايلي اعتزامها التصويت لصالح دونالد ترامب، ربما يشكل التطور الأبرز بالنسبة لمعسكر أنصار الملياردير الجمهوري، الذي يأمل في أن تعيده انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل إلى البيت الأبيض، بعد خروجه منه قبل نحو 4 سنوات.
فتأكيد هايلي، المندوبة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، دعمها لترامب الذي سبق أن شنت عليه هجمات لاذعة حينما كان الاثنان يخوضان منافسة ضارية على الترشح باسم الحزب الجمهوري، من شأنه الإسهام بشكل أكبر في توحيد صفوف الجمهوريين، وتبديد أي مخاوف من حدوث انشقاقات داخلية بينهم، خلال الأشهر الحاسمة التي تسبق التصويت.
فعلى مدار جولات الانتخابات التمهيدية، حصلت هايلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية، على نسب تأييد لا يُستهان بها من جانب المُصوِّتين الجمهوريين، تراوحت ما بين 18% في ولاية نبراسكا إلى 22% في إنديانا، مروراً بـ 20% من الأصوات في الاقتراع الذي شهدته ولاية ميريلاند.
وعكست نسب التأييد هذه، ما قاله خبير استراتيجي في الحزب الجمهوري في مرحلة مبكرة من مراحل الحملة الانتخابية، من أن ما يتراوح ما بين 20% و30% من أنصار الجمهوريين، لم يفكروا أبداً في التصويت للرئيس الجمهوري السابق أو دعمه في مواجهة سلفه وغريمه الديمقراطي جو بايدن.
ولكن إعراب هايلي عن تأييدها المزمع لترامب، يقلص وفقاً لمحللين وخبراء، من إمكانية مواجهته أي «تصويت احتجاجي» من جانب الجمهوريين أنفسهم في انتخابات نوفمبر المرتقبة، وهو ما كان يشكل مصدر قلق لحملته الانتخابية، حتى وإنْ كان مسؤولوها قد تجنبوا حتى الآن الإعراب عن هذه المخاوف علناً.
ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأميركية عن خبراء سياسيين في واشنطن قولهم، إن المرشح الذي لا يدعمه حزب متماسك الصفوف، يكون عادة أكثر عرضة لمواجهة مشكلات في عام الانتخابات. وأشاروا إلى أن الديمقراطيين حاولوا توحيد صفوفهم مبكراً، عبر عدم السماح لأي بديل لبايدن بالترشح من البداية.
أما الجمهوريون فسعوا لتحقيق الهدف نفسه، من خلال إقناع منافسي ترامب بإفساح المجال له، لكي يمثل حزبهم في السباق، دون إهدار جهوده في مواجهات داخلية.
وشدد الخبراء أنفسهم، على أن دعم هايلي لترامب سيحرم «الرئيس الديمقراطي»، من إمكانية استقطاب مؤيدي الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية، ممن خصصت الحملة الديمقراطية مؤخراً، رسائل دعائية لاستمالتهم، هم ومن يتبنون توجهات مستقلة عن كلا المعسكريْن المتنافسيْن في الانتخابات.
فضلاً عن ذلك، قد يفتح قرار هايلي الباب أمام المرشح الجمهوري ذي السجل الإشكالي مع الصوت النسائي، لتأكيد أنه يحظى بدعم هذه الفئة من الناخبين، وهو ما يكتسب أهمية كبيرة، بالنظر إلى التقارب الشديد، الذي تُظهره نتائج استطلاعات الرأي، في الشعبية بينه وبين بايدن.
كما أن المحللين يرون، أن تصريحات نيكي هايلي الأخيرة بشأن التصويت لصالح ترامب، قد تشكل ضوءاً أخضر للجهات التي سبق وأن قدمت تبرعات لحملتها الانتخابية، لتحويل أموالها لدعم حملة المرشح الجمهوري، التي تحاول تضييق الفجوة على الصعيد المالي، مع الحملة الديمقراطية.
وتفرض الدعاوى القضائية التي يواجهها ترامب في الوقت الحاضر، ضغوطاً كبيرة على موارده المالية، ما اضطره إلى اللجوء لعدد من المليارديرات المؤيدين له، لضخ مزيد من التبرعات في شرايين حملته الانتخابية، التي لم تكن قد جمعت بحلول أبريل الماضي، سوى قرابة 48 مليون دولار أميركي، مقابل أكثر من 84 مليوناً جمعتها حملة بايدن.