حسن الورفلي (بنغازي)
تسود حالة من الهدوء الحذر في مدينة الزاوية غربي ليبيا بعد اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بحسب ما أكده مصدر ليبي لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر الليبي أن الاشتباكات التي اندلعت في بعض مناطق مدينة الزاوية، أثارت الفزع والخوف في قلوب السكان، مشيراً إلى وجود مساعٍ للتهدئة ووقف إطلاق النار بين التشكيلات المسلحة.
وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات استمرت حتى فجر أمس، بين الميليشيات على خلفية الصراع من أجل النفوذ المستمر في المدينة منذ فترة طويلة، مشيراً إلى وجود حالة احتقان وغضب في صفوف سكان المدينة.
وتشهد مدينة الزاوية بين حين وآخر اشتباكاتٍ مماثلةً بين الميليشيات المنتشرة في عدد من أحياء ومناطق المدينة، كان آخرها في 18 مايو الماضي، وأسفرت عن سقوط قتيل و22 جريحاً، حسبما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ حينها.
وفي السياق نفسه، أكد مصطفى التريكي، عضو مجلس الدولة الليبي عن الزاوية، أن القتل خارج القانون أصبح معتاداً ولا يعاقب عليه القانون، مشيراً إلى أن القانون العرفي الاجتماعي هو الذي يضبط تعايش الناس مع بعضها البعض في الزاوية.
وفي شرق ليبيا، استغرب مجلس النواب عدم فهم الحالة الليبية لدى بعض الأطراف الدولية التي تركز فقط على مصالحها، مشيراً إلى أن تكليف 8 مبعوثين أمميين إلى ليبيا لم يسفر عن أي خريطة طريق تُخرج البلاد من أزمتها، رغم مصادقة البرلمان على القوانين الانتخابية وفق مخرجات «6+6» التي نصت على تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال 240 يوماً من منحها الثقة.
جاء ذلك في بيان تعليقاً على إحاطة نائبة المبعوث الأممي لدى ليبيا ستيفاني خوري.
إلى ذلك، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش نداءً عاجلاً للقادة الليبيين لإبداء الإرادة السياسية اللازمة لإجراء انتخابات وطنية شاملة وشفافة وذات مصداقية في أقرب وقت ممكن، داعياً إياهم إلى المشاركة بحُسن نية وبروح توافقية لضمان نجاح العملية السياسية في البلاد.
وأعرب جوتيريش في تقريره الأخير حول الوضع في ليبيا، عن قلقه البالغ إزاء استمرار الاشتباكات المتفرقة بين الجماعات المسلحة في ليبيا، مطالباً جميع الجهات الأمنية بالمشاركة النشطة في الجهود الرامية إلى توحيد المؤسسات الأمنية في البلاد.
كما دان الأمين العام الانتهاكات في مختلف أنحاء البلاد، معرباً عن جزعه من التقارير المتكررة حول عمليات القتل خارج نطاق القضاء، فضلاً عن استمرار حالات الإخفاء القسري، مشدداً على أن المصالحة الوطنية الشاملة مع مشاركة الجميع تعدّ ركناً أساسياً للسلام والاستقرار الدائمَيْن في جميع أنحاء ليبيا.