جنيف (وكالات)
أعلن نحو 40 من قادة العالم اعتزامهم المشاركة في مؤتمر سلام بشأن أوكرانيا سيعقد على جبل سويسري نهاية الأسبوع القادم. وقالت الحكومة السويسرية التي ستتولى تنظيم المحادثات في منتجع على جبال بورجنشتوك على بحيرة لوسيرن، إن نحو 160 رئيساً ورئيس وزراء تمت دعوتهم للمشاركة في المؤتمر.
وذكرت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد في برن، أمس، أن نحو 40 دولة سيمثلها مسؤولون من المستوى الأدنى، وسوف يشارك في المؤتمر أيضاً ممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.
وأضافت أمهيرد: «نحن نرغب في وضع خريطة طريق حول طريقة التقاء الطرفين في عملية سلام مستقبلية».
وتصف الحكومة السويسرية القمة بأنها «مؤتمر سلام»، لكن من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق بين الطرفين المتحاربين، لاسيما بسبب عدم مشاركة روسيا. ولن تشارك الصين، إلى جانب دول أخرى تربطها علاقات وثيقة مع موسكو، أيضاً في المؤتمر.
والهدف من القمة التي طلبت كييف تنظيمها هو «إلهام عملية سلام مستقبلية»، لكن نتيجة الاجتماع تبقى غير مؤكدة. وحذّر مصدر في الحكومة الألمانية من أنه «من المهم تجنب توقعات مبالغ فيها».
وندد الكرملين بالمؤتمر، باعتباره حدثاً دعائياً غربياً. ومع ذلك، يعتقد دبلوماسيون والحكومة السويسرية أن هذا المؤتمر قد يكون مقدمة لمزيد من المحادثات التي قد تشمل روسيا في نهاية الأمر. وقالت أمهيرد، إن القضايا الإنسانية وحرية الملاحة والأمن الغذائي ستتم مناقشتها على مستوى عالٍ خلال المحادثات يومي 15 و16 يونيو الجاري. ومن المقرر أن يتوجه العديد من القادة إلى سويسرا عقب مشاركتهم في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، والتي تبدأ الأسبوع المقبل، ومن بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس، غير أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيرسل نائبته كامالا هاريس لتنوب عنه في المؤتمر.
وتأمل أوكرانيا في الحصول على دعم دولي واسع، من خلال وضع الشروط التي تعتقد أنها ضرورية لإنهاء الحرب.
ويرتكز المؤتمر خصوصاً على خطة السلام المؤلفة من 10 نقاط التي طرحها الرئيس الأوكراني بهدف تحديد الوسائل الكفيلة بتحقيق «سلام عادل ودائم».
وصرح وزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس، أمس، لدى تقديمه برنامج المؤتمر لوسائل الإعلام «نحن نجرؤ على التحدث عن السلام».
ويعقد «المؤتمر حول السلام في أوكرانيا» عقب اجتماع مجموعة السبع المقرر من (13 إلى 15) يونيو في جنوب إيطاليا والذي سيشارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويأمل قادة مجموعة السبع بالتوصل إلى اتفاق بشأن الطريقة التي يمكن الاستفادة عبرها من الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
وسينضم زيلينسكي بعد اجتماع مجموعة السبع إلى ممثلي أكثر من 90 دولة ومنظمة في سويسرا، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
وقال كاسيس «إن المؤتمر هو خطوة أولى، لكن لن تكون هناك عملية سلام من دون روسيا. السؤال لا يتعلق بمشاركة روسيا فيها من عدمها، بل متى».
وامتنعت برن عن دعوة روسيا للمشاركة في هذا المؤتمر، إذ أعربت موسكو عن عدم اهتمامها باعتبارها أن سويسرا انحرفت عن سياسة الحياد التي كانت تنتهجها بدعمها العقوبات الأوروبية.
وقال الكرملين مراراً إنه لن يشارك في أي مفاوضات إذا لم تقبل كييف بضم روسيا نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها في الوقت الحاضر.
ويشار إلى أن الهند هي الدولة الوحيدة من بين أعضاء مجموعة البريكس التي أكدت مشاركتها علناً في مؤتمرسويسرا، في حين تجد الصين والبرازيل صعوبة في حضور المؤتمر في غياب روسيا، بينما لا تزال مشاركة جنوب أفريقيا غير مؤكدة.
ويأتي المؤتمر فيما تعلن القوات الروسية تحقيق مكاسب ميدانية مع الهجوم البري الواسع النطاق الذي شنته على منطقة خاركيف في 10 مايو حيث سيطرة على عدد من القرى والبلدات.
ويأتي المؤتمر فيما تعلن القوات الروسية تحقيق مكاسب ميدانية مع الهجوم البري الواسع النطاق الذي شنته على منطقة خاركيف في 10مايو حيث سيطرت على عدد من القرى والبلدات.
ويواجه الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الذخيرة والعديد، صعوبة في مواجهة القوات الروسية بسبب التأخير في تسليم المساعدات العسكرية الغربية خصوصاً.