عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل واستقرار المنطقة، وقال: «إن الرئيس جو بايدن وإدارته كانوا واضحين في موقفهم من العمليات البرية في رفح»، ونظراً للمخاوف المتعلقة بالأثر الإنساني لمثل هذه العمليات، قرر بايدن عدم تقديم بعض أنواع الأسلحة التي قد تستخدم في عملية برية واسعة النطاق في رفح.
وأوضح وربيرغ في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هذا القرار لا يشمل جميع الأسلحة بل يتعلق بأنواع معينة قد تؤثر بشكل مباشر على السكان المدنيين في المناطق المكتظة، وفي الوقت نفسه تواصل الولايات المتحدة دعمها القوي لأمن إسرائيل عبر تقديم الأسلحة والمعدات الضرورية التي تضمن دفاعها ضد كل التهديدات، ونؤكد على أن أي تعليق لشحنات الأسلحة هو إجراء مؤقت يهدف للتقييم والتأكد من أن استخدام هذه الأسلحة يتم في سياق يدعم الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام.
وحسب جلسة في الكونغرس الأميركي، تم الاستماع فيها إلى وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي بوني جينكينز فإن الخلاف الأميركي الإسرائيلي يتمحور حول منع هجوم واسع على مدينة رفح بسبب الكثافة السكانية العالية ما يعني زيادة أعداد الضحايا المدنيين وهو ما تعارضه الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، أشارت خلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء مراجعة لمسألة توريد أسلحة ومعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة مليار دولار والحديث يدور حول تعليق مؤقت للشحنات.
وفي وقت سابق، قال الرئيس بايدن خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: إن الولايات المتحدة ستوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل في حال شنت الأخيرة عملية عسكرية كبيرة في رفح، مطالباً إسرائيل بعدم القيام بعمليات برية كبيرة من دون إجلاء المدنيين.
ورغم ذلك، اعتبر محللون قرار بايدن وقف إرسال شحنة أسلحة مهمة لإسرائيل على هامش التصعيد العسكري الواسع في غزة بمثابة نقطة تحول في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، بعد استهداف جيش الاحتلال مدينة رفح التي يسكنها أكثر من مليون ونصف المليون شخص من السكان والنازحين من شمال القطاع.
وفي السياق، واجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الكونجرس أمس، انتقادات من اليمين واليسار في الكونجرس بشأن السياسة تجاه إسرائيل؛ إذ اتهم الجمهوريون إدارة الرئيس جو بايدن بأنها خذلت إسرائيل في حين قال ديمقراطيون إنها لا تفعل ما يكفي لمساعدة المدنيين في غزة. وانتقد جمهوريون بايدن لقوله هذا الشهر إنه سيؤجل إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل ويفكر في حجب شحنات أخرى إذا شنت القوات الإسرائيلية هجوماً واسع النطاق على مدينة رفح المكتظة بالنازحين في جنوب غزة. وكرر بلينكن دعم إدارة بايدن لإسرائيل وأكد في الوقت ذاته تركيزها على تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال بلينكن: «في الشرق الأوسط، نحن نقف مع إسرائيل في جهودها لضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر مرة أخرى، ونبذل كل ما في وسعنا لوضع حد للمعاناة الإنسانية الرهيبة في غزة ومنع اتساع نطاق الصراع».