غزة (الاتحاد)
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، أن إسرائيل هجّرت بهجماتها نحو 450 ألف فلسطيني من رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت «الأونروا» في بيان على منصة «إكس»، أن الطرقات في رفح بدت فارغة من الناس الذين فروا بحثاً عن الأمان، بعد إعلان إسرائيل استيلاءها على معبر رفح الحدودي مع مصر. وأفادت أن عدد المهجَّرين من رفح يقدر بنحو 450 ألف شخص منذ بداية الهجوم البري الإسرائيلي على المدينة، مضيفة: «الناس يواجهون الإرهاق والجوع والخوف المستمر، لا مكان آمن، الأمل الوحيد هو وقف فوري لإطلاق النار». واستمرت حركة نزوح كثيفة من رفح سيراً أو بمركبات وعلى دراجات أو في عربات تجرّها الدواب، لا يعرفون إلى أي يذهبون بعدما استحالت معظم مناطق القطاع ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس، استهدفت غارات جوية رفح في جنوب القطاع المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني كان معظمهم لجأ إلى هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر هرباً من القصف والقتال في الأشهر الأخيرة، إلا أن جزءاً منهم يهربون الآن منها بعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية كبيرة فيها.
في غضون ذلك، وصفت الأمم المتحدة هجوم مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة على شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة بأنه «أمر مروع».
جاء ذلك في تصريح لنائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، أمس، رداً على سؤال حول هجوم المستوطنين على قافلة مساعدات في الضفة الغربية.
وأفاد حق بأنهم في الأمم المتحدة يعارضون هذه الأعمال بشدة، في إشارة إلى أنه لا ينبغي مهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية.
وقال بهذا الصدد: «هذا سلوك مروع»، مبيناً أنه وفقاً للأمم المتحدة فإن المستوطنات غير قانونية، وإن المنظمة الأممية تعارضها.
وأوضح حق أن الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الفشل في حماية المدنيين وعمليات المساعدات الإنسانية، وشدد على ضرورة حماية المدنيين ومنح الراغبين في المغادرة بدائل آمنة ووقتاً كافياً.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن «هجمات المتطرفين على قوافل المساعدات المتوجهة إلى غزة مروعة»، مضيفاً «سكان غزة يواجهون خطر المجاعة وهم في حاجة ماسة إلى الإمدادات».
وفي منشور على منصة «إكس»، تعليقاً على استهداف قوافل المساعدات، قالت وزيرة التعاون البلجيكية إن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، يتعارض مع القانون الدولي. ومساء الاثنين، هاجم مستوطنون إسرائيليون 9 شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى غزة، ونهبوها وأعطبوها وأضرموا النيران في واحدة على الأقل قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وفي السياق، أكدت الأمم المتحدة، أمس، أنها أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحرك المركبة التي كانت تقل موظفين تابعين للمنظمة الأممية التي تعرضت لإطلاق نار في رفح في جنوب قطاع غزة أمس الأول، ما أدى إلى مقتل موظف هندي وإصابة آخر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة رولاندو غوميز خلال مؤتمر صحافي: «تقوم الأمم المتحدة بإبلاغ السلطات الإسرائيلية بحركة جميع قوافلنا، هذا هو الحال في أي مسرح عمليات وهذا إجراء تشغيلي معتمد»، مشيراً إلى أن المركبة كانت في طريقها إلى المستشفى الأوروبي في رفح عندما أصيبت.
وبحسب غوميز «هذا ينطبق على حادث الإثنين الماضي، أبلغناهم، وكانت المركبة تحمل وسماً واضحاً للأمم المتحدة»، مضيفاً «هذا دليل واضح على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة في الوقت الحالي».