دينا محمود (غزة، لندن)
رغم انحسار الموجة الحارة التي اجتاحت قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي، ووصلت خلالها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية على الأقل، فلا تزال تأثيراتها متواصلة على سكان القطاع، الذين تحول غالبيتهم إلى نازحين، بفعل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
ووسط تحذيرات من أن يؤدي اشتداد موجات الحر إلى زيادة مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة في غزة، خاصة في مخيمات النزوح المكتظة بجنوبي القطاع، تصاعدت المخاوف في أوساط الصيادلة القليلين الذين لا يزالون قادرين على العمل هناك، من أن يقود القيظ الشديد، إلى إتلاف مخزوناتهم المحدودة من الأدوية.
وقال أحد هؤلاء الصيادلة، وهو نازح من مدينة خان يونس إلى منطقة «المواصي» الواقعة جنوب غربي قطاع غزة، إن الطقس الحار يشكل تحدياً بالنسبة له، بالنظر إلى أنه يمارس عمله من خيمة مرتجلة، أقامها من الألواح الخشبية والمعدنية والستائر، في المخيم الكائن في تلك المنطقة.
وأشار الرجل، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بالتزامن مع الانقطاعات المتواصلة للكهرباء، تجعله عاجزاً عن الحفاظ على أجواء باردة تكفي لحماية مخزونه من الأدوية، التي سبق أن اشتراها من الصيدليات، التي اضطر أصحابها إلى إغلاق أبوابها، في مناطق مختلفة من القطاع بسبب الحرب.
وشكا الصيدلي الفلسطيني الشاب، من أن 50% من الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض المزمنة، لم تعد متوافرة على ضوء أنه وزملاؤه الذين لا يزالون يعملون في مجال الصيدلة، باتوا عاجزين عن توفير مصادر للطاقة، تكفل تخزينها في درجات حرارة ملائمة.
وأشار في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على موقعها الإلكتروني، إلى أنه يسعى حالياً لإيجاد مصادر بديلة لتوليد الطاقة، من أجل تشغيل المبرد الذي يُخزِّن فيه أدويته. ومن بين هذه المصادر، ألواح الطاقة الشمسية، التي قال الصيدلي الفلسطيني، إنها باهظة الثمن.
وفي حين أفادت مصادر إغاثية في غزة، بأن الموجة الحارة التي استمرت يومين على الأقل، أدت إلى أن تقضي فتاة فلسطينية في الـ18 من العمر نحبها، بعدما فقدت الوعي جراء اشتداد القيظ.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن هذه الأجواء أدت إلى تضرر عدد من موظفيها، المشاركين في عمليات توزيع المساعدات على النازحين.
ويقول نازحون لوكالات الإغاثة العاملة في غزة، إن ما أسفرت عنه الموجة الأخيرة،، تعطي مؤشراً عما يمكن أن ينجم عن الارتفاع الوشيك في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، الذي سيبدأ بعد أقل من شهرين.