أحمد مراد (تونس، القاهرة)
تشهد تونس تحركات سياسية مكثفة استعداداً للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها خلال الخريف المقبل، وفي هذا الإطار تسعى 5 أحزاب سياسية لتشكيل تكتل سياسي جديد لدعم الرئيس قيس سعيّد، والتصدي لمحاولات حركة «النهضة» الإخوانية للعودة مرة أخرى للمشهد السياسي عبر الاستحقاق الرئاسي. ويضم التكتل السياسي الجديد حزب «مسار 25 جويلية» و«حركة تونس إلى الأمام» و«التيار الشعبي» و«حركة الشعب» و«حراك 25 جويلية».
واستطلعت الاتحاد آراء بعض المراقبين والمحللين السياسيين بهذا الشأن، حيث أوضحت المحللة والأستاذة الجامعية التونسية منال وسلاتي، أنه من المتوقع في هذه الحالة أن تلتف بعض الأحزاب والحركات السياسية حول الرئيس سعيد، نظراً للشعبية التي يحظى بها بين داخل الأوساط السياسية والمجتمعية، ومن هنا جاءت فكرة التكتل السياسي الجديد. وقالت وسلاتي لـ«الاتحاد»: إن الرئيس سعيد لم ينتم إلى أي حزب سياسي منذ توليه الرئاسة في 2019، لذا يمكن أن يكون التحالف الحزبي الجديد لدعمه أمراً غير محوري بالنسبة له، ولا يُضيف الكثير لشعبيته.
وفاز قيس سعيد في 13 أكتوبر 2019 بولاية رئاسية مدتها 5 سنوات، وحصل على نسبة فاقت 70% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة من الانتخابات أمام منافسه نبيل القروي.
وشددت وسلاتي على صعوبة عودة «النهضة» الإخوانية إلى الساحة السياسية مرة أخرى، بسبب فشلها في تحقيق التوافق بين المبادئ الدينية والأداء السياسي، ولأن تونس شهدت تراجعاً في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة حكمها، إضافة إلى انتشار الفساد الإداري والسياسي إبان تلك الفترة، وبالتالي فمن المستحيل أن تستعيد مكانتَها مجدداً.
وبدوره، أوضح الناشط السياسي التونسي صهيب المزريقي أن الانتخابات الرئاسية تشكل محطة وطنية مهمة ينتظرها الشعب التونسي لممارسة حقه الانتخابي والديمقراطي لاختيار مَن يمثله على هرم الدولة، وكذلك الأحزاب الداعمة لمسار 25 يوليو والداعمة للرئيس سعيّد.
وذكر المزريقي في تصريح لـ«الاتحاد» أن العديد من القوى السياسية والأوساط الشعبية تعمل على قطع الطريق أمام عودة المنظومة السابقة لجماعة «الإخوان» متمثلةً في «حركة النهضة» وحلفائها، وهو ما يظهر في بيانات ومواقف العديد من الأحزاب والحركات السياسية.
وأشار الناشط السياسي التونسي إلى وجود اتجاه يرفض عودةَ «الإخوان» إلى المشهد السياسي، ويسعى إلى إحداث تغيير جذري في سمة النظام بحيث يكون اجتماعيَّ الطرح ووطنيَّ التوجه، بعدما كان في عهد «الإخوان» نظاماً محورياً مرتبطاً بقوى خارجية وتنظيمات عالمية تتحكم في الشأن التونسي، وهو ما جعل الأحزاب الداعمة للرئيس سعيد، تتوجه لتكوين جبهة سياسية ذات أرضية عمل مشترك.