عواصم (الاتحاد، وكالات)
اضطرابات مناخية تضرب جنوب الصين وأفغانستان ودولاً في شرق أفريقيا، فيما تتواصل تداعيات ظاهرة «النينو» منذ يونيو الماضي إلى مايو المقبل، حيث تصبح المياه السطحية في وسط المحيط الهادئ وشرقه دافئة بشكل غير عادي وتتسبب في تغيّرات في أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم. وضمن هذا الإطار، أعلن قاسم مجاليوا رئيس وزراء تنزانيا خلال جلسة برلمانية، أمس، أن أمطاراً غزيرة مرتبطة بظاهرة «النينو» المناخية تسببت بفيضانات وانزلاقات للتربة أودت بحياة 155 شخصاً في البلاد.
وأضاف مجاليوا أن «الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينو تسبّبت بأضرار جسيمة في مناطق مختلفة من البلاد».
وحسب الأرقام التي قدّمها رئيس وزراء تنزانيا أثّرت الأمطار على أكثر من 51 ألف أسرة و200 ألف شخص. وقد جرح نحو 236 شخصاً وتضرّر أكثر من 10 آلاف منزل. وكان الناطق باسم الحكومة قد أعلن يوم 14 أبريل عن مقتل 58 شخصاً خلال أوّل أسبوعين من الشهر اللذين يمثّلان عادة ذروة موسم الأمطار في تنزانيا.
وحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سجّلت عدّة بلدان في شرق أفريقيا خلال الأسابيع الأخيرة، تساقطات مطرية أعلى من المعدّل المعتاد بالمنطقة وتزامن موسم الشتاء هذه السنة مع موجة من النينو بدأت منذ منتصف 2023 وتستمرّ حتّى مايو المقبل. وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تتسبّب ظاهرة النينو بموجات جفاف في مناطق من العالم وبتساقطات غزيرة في مناطق أخرى.
وفي كينيا، لقي 45 شخصاً على الأقلّ حتفهم منذ بداية موسم الأمطار في مارس الماضي. وتسبّبت فيضانات اجتاحت العاصمة نيروبي الأربعاء بوفاة 13 شخصاً.
وفي بوروندي، أبلغت السلطات عن 96 ألف نازح داخلي بسبب أمطار غزيرة تهطل بلا توقّف تقريباً منذ عدّة أشهر.
وهي ليست المرّة الأولى التي يرزح فيها شرق أفريقيا تحت وطأة النينو، ففي ديسمبر الماضي، قُتل 89 شخصاً على الأقلّ إثر انزلاقات للتربة وأمطار طوفانية في شمال تنزانيا. وقضى أكثر من 300 شخص في المنطقة.
وفي الصومال، تسبّبت الفيضانات بنزوح أكثر من مليون شخص. ومن أكتوبر 1997 حتى يناير 1998، تسبّبت فيضانات قويّة غذّتها أمطار طوفانية ناجمة عن ظاهرة «النينو» بمقتل أكثر من ستة آلاف شخص في بلدان المنطقة الخمسة.
وتعرض جنوب الصين أمس الخميس لأمطار غزيرة وبَرَد ورياح تقترب من قوة الإعصار، مما أدى إلى إخلاء بلدة بأكملها يسكنها أكثر من 1700 شخص في إقليم قوانغدونغ.
وأفادت التقارير نقلاً عن السلطات المحلية بأن حافلات وطائرات هليكوبتر نقلت جميع سكان بلدة جيانغوان في منطقة شاوقوان إلى بر الأمان مع وصول فيضانات جديدة. وانقطعت خطوط الكهرباء وتعطلت شبكات الهاتف المحمول في جميع أنحاء المنطقة، حيث تسببت الأمطار في وقوع انهيارات طينية خطيرة وغمرت المنازل ودمرت الجسور.
والعواصف الأخيرة، التي أودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل، ناجمة عن ظاهرة النينو المناخية ومرتفع مداري أقوى من المعتاد، وهو نظام ضغط مرتفع شبه دائم ينتشر شمال خط الاستواء. وقال مسؤولو الأرصاد الجوية: إن درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بالظاهرة اجتذبت المزيد من الهواء المحمل بالرطوبة من بحر الصين الجنوبي وحتى من مناطق بعيدة مثل خليج البنغال، ما أدى إلى المزيد من الأمطار والرياح.
كما تعرضت أفغانستان لأمطار غزيرة وفيضانات، حيث أعلن شمس الله قمران، رئيس الإدارة التعليمية في إقليم أروزجان بأفغانستان، أن الأمطار والفيضانات الأخيرة دمرت كلياً أو جزئياً نحو 70 مدرسة في مقاطعات ووسط الإقليم. وأضاف «قمران»: أن إدارة التعليم في أروزجان تفتقر إلى التمويل الكافي لإعادة بناء تلك المدارس. وفي حال لم تحظ المدارس باهتمام كاف من المنظمات، فسوف نواجه مشاكل هائلة.
العديد من الطلاب والمعلمين في الإقليم يرون أن الدمار الذي لحق بالمدارس أبطأ العملية التعليمية، وأغلب طلاب المدارس المدمرة يدرسون حالياً بشكل خاص في منازلهم أو في أماكن مفتوحة. ودمرت الفيضانات والأمطار الأخيرة عشرات المدارس في مقاطعة أروزجان، وفي السابق، أفادت إدارة التعليم الإقليمية بأنه بسبب نقص المباني المدرسية وأعداد المعلمين، حُرم 80 ألف طفل من التعليم خلال العام الجاري.