أحمد شعبان (دمشق، القاهرة)
قُتل ما لا يقل 30 عنصراً تابعاً للجيش السوري في هجومين شنتهما عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في البادية السورية، حسبما أفادت مصادر محلية أمس.
وأفادت المصادر بمقتل 22 شخصاً جرّاء هجوم نفّذته خلايا تابعة لـ«داعش»، استهدف حافلة نقل عسكريّة في ريف حمص الشرقي بالبادية. وفي الهجوم الثاني، قتل 10 أشخاص باستهداف مقرات عسكرية في قرية «حسرات» بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور.
ومنذ بداية العام، أحصت مصادر محلية مقتل أكثر من 200 جندي في كمائن وهجمات متفرّقة شنّها التنظيم الإرهابية في البادية السوريّة الممتدّة ضمن محافظات دير الزور وحمص والرقة وحماة وحلب.
وحذر خبراء ومحللون من استمرار وتزايد خطورة تنظيم «داعش» الإرهابي، والتهديدات التي يمثلها في سوريا والمنطقة والعالم، خاصة بعد الهجوم الذي شنه بالعاصمة الروسية موسكو، وأسفر عن مقتل 137 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقال المحلل السياسي السوري ومدير «المركز الكردي للدراسات»، نواف خليل، إن خطر تنظيم «داعش» أكثر مما نتصور، ويسعى لكسب المزيد من القوة على الأرض، سواءً في البادية السورية أو غيرها من المناطق، ويعمل بصورة حثيثة للتأقلم بعد الهزيمة التي مُنّي بها في مارس 2019.
وشدد نواف في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن محاربة «داعش» لا تقتصر فقط على الجانب العسكري، وأن المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا، حيث توجد عناصر التنظيم، تحتاج إلى إعادة تأهيل وتأسيس البنية التحتية، وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من الشباب، لأن الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها سوريا، بالإضافة إلى الحرب في المنطقة، كلها عوامل توفر فرصاً لـ«داعش» ليستفيد منها. ولفت إلى أن «داعش» يتحرك على الأرض السورية بصورة أكبر من أي وقت مضى، وتعد السجون التي يُحتجز فيها أكثر من 10 آلاف من عناصره، هدفاً استراتيجياً كبيراً ويسعى لتحريرهم لإعادة صفوفه وتقوية عناصره، وحاولوا ذلك من قبل في سجن الصناعة بالحسكة، بتنفيذ عملية فرار في أغسطس 2023.
وحذر نواف من أن مخيمي «الهول» و«روج» في الحسكة بمثابة «قنبلة موقوتة».
ونشر «معهد واشنطن» خريطة تحذيرية للشكل والنشاط الخاص بتنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن عملياته تتصاعد بالتدريج ليس في سوريا فحسب، بل في عموم المناطق التي ينتشر فيها أفراده في العالم، وتمكن من تنويع عملها، حيث تقود «ولاية خراسان» في أفغانستان العمليات الخارجية، وفي المقابل تبسط ولايات متعددة أخرى السيطرة الإقليمية في أفريقيا.
من جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إنه بعد 5 سنوات على إعلان سقوط «داعش» في 2019، مازال التنظيم موجوداً وينفذ عمليات في البقعة الجغرافية التي كان يسيطر عليها بمحافظات الرقة والموصل، وبعض العواصم الأفريقية والأوروبية.
وأوضح أديب لـ«الاتحاد»، أن عمليات «داعش»، تؤكد أن التنظيم لم ينته حتى نتحدث عن عودته، ومازال يمثل خطراً كبيراً، وأصبحت خلاياه وإن كان بعضها خاملاً، وبعضها الآخر نشطاً، لكنهما يمثلان خطراً على الأمن والسلم الدوليين، وذلك بتنفيذ عمليات في مناطق مختلفة.
وطالب أديب المجتمع الدولي بوضع رؤية واستراتيجية عامة لمواجهة الإرهاب، خاصة عبر الأمم المتحدة، وأن يكون هناك تعريف واضح ومباشر للإرهاب، ومن ثم تنطلق عمليات المواجهة الحقيقية له بالتعاون بين جميع الدول، للقضاء على التنظيمات عابرة الحدود والقارات.