غزة (الاتحاد)
شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على قطاع غزة خصوصاً المناطق الوسطى أمس، توازياً مع اتصالات دبلوماسية لنزع فتيل التصعيد الإقليمي، فيما فرضت الولايات المتحدة قيوداً على حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، وفق ما أعلنت سفارتها. ولا يزال الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون، ينتظرون رد كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية على مقترح للتهدئة يهدف إلى إرساء هدنة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأفادت مصادر في قطاع غزة بأن الطيران الإسرائيلي شنّ عشرات الغارات خلال الليل على مختلف مناطق القطاع، خصوصاً النصيرات والمغراقة والمغازي في وسطه.
وأكدت المصادر مقتل 25 شخصاً على الأقل في غارة طالت منزل عائلة الطباطيبي في حي الدرج، تمّ نقل جثثهم إلى مستشفى «الأقصى» في مدينة دير البلح.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي قام بتفجير عشرات المنازل والمباني السكنية بعد تفخيخها في مخيم النصيرات للاجئين.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة استهدفت في الساعات الماضية أكثر من «60 هدفاً».
وكان الجيش أعلن أنه بدأ ليل الأربعاء الخميس «حملة عسكرية مباغتة في وسط قطاع غزة»، نفّذ من خلالها ضربات جوية على «العشرات من البنى التحتية فوق الأرض وتحتها».
في غضون ذلك، فرضت واشنطن قيوداً على حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، حسبما أعلنت سفارتها.
وقالت السفارة في إشعار: «بدافع الحذر الشديد، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم من السفر الشخصي» خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع، «حتى إشعار آخر».
وأضافت: «البيئة الأمنية لا تزال معقدة ويمكن أن تتغير سريعاً، اعتماداً على الوضع السياسي والأحداث الأخيرة». ولم تذكر السفارة الأميركية سبب هذا التحذير الجديد الذي يأتي بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب في قطاع غزة.
ويلوّح نتانياهو منذ أسابيع بشنّ هجوم بري على رفح في أقصى جنوب القطاع، معتبراً أنه لا مفر منها.
إلا أن العملية المحتملة تثير مخاوف دولية على مصير المدنيين، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن المدينة باتت الملاذ الأخير لمليون ونصف المليون شخص نزح معظمهم من مناطق أخرى في القطاع.
وعلى صعيد المفاوضات، وعلى رغم مهلة الـ 48 ساعة، لم يُعلن حتى يوم أمس أن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قد قدمتا أي رد على اقتراح هدنة عرضه الوسطاء يوم الأحد الماضي، في ظل ضغوط دولية على الطرفين يبدو أنها لم تدفع أياً منهما إلى المساومة على مطالبه.
وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يومياً وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصادر مطلعة.
وتواجه إسرائيل التي تفرض حصاراً على قطاع غزة منذ بداية الحرب، ضغوطاً دولية للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وهي زادت في الأيام الماضية عدد شاحنات المساعدات التي تسمح لها بالدخول.
إلى ذلك، يتواصل التوتر في الضفة الغربية المحتلة، والذي تصاعد منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وقتلت القوات الإسرائيلية فلسطينييَن في عملية اقتحام جرت أمس قرب مدينة طوباس، على ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأفاد التقرير بمقتل رجل عندما أطلق الجنود الإسرائيليون النار على سيارته في طوباس. وقُتل فلسطيني آخر بنيران إسرائيلية خلال اقتحام الجنود مخيم الفارعة قرب طوباس، وفق الوكالة.