شعبان بلال (غزة، القاهرة)
حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، هشام مهنا، من انتشار الأمراض والأوبئة بين مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة خاصة في مدينة رفح، مشدداً على أن غياب الرعاية الصحية والتكدس غير المسبوق لهما تداعيات خطيرة على الصحة العامة في القطاع.
وقال مهنا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إن الأوضاع الإنسانية الكارثية عنوان المشهد في قطاع غزة خاصة بعد حالات النزوح الهائلة وتكدس العدد الأكبر في مدينة رفح بعدد يصل إلى 1.5 مليون شخص أغلبهم يعيشون في خيام أو أشباه خيام منعزلين عن الخدمات الأساسية كمياه الشرب والغذاء وخدمات الصرف الصحي.
وأوضح مهنا أن غياب مصادر الطاقة تسبب في تعطيل عمل محطات تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي مما يعطل عمليات معالجة النفايات الصلبة والصرف الصحي التي تتكدس في الشوارع والطرقات التي يعيش فيها الأهالي ما يسهم في انتشار الأوبئة والأمراض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أدى نقص الوقود إلى إغلاق محطات تحلية المياه، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، مثل الإسهال، زيادة كبيرة مع شرب الناس للمياه الملوثة، كما أدى نقص الوقود أيضاً إلى تعطيل جميع أعمال جمع النفايات الصلبة، ما هيأ بيئة مواتية للانتشار السريع وواسع النطاق للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض أو تكون وسيطاً لها.
وإشار مهنا لانعدام المساحة الشخصية بسبب الاكتظاظ وعدم وجود وسائل النظافة الشخصية بالكميات المطلوبة، بجانب ارتفاع الأسعار الهائل بسبب التضخم الناجم عن الحرب ما دفع العائلات إلى شراء الغذاء بدلاً من وسائل النظافة، ومحدودية إمكانية الوصول لدورات المياه، حيث إن هناك دورة مياه واحدة لكل 900 شخص في رفح، بالإضافة إلى شح مياه الشرب، حيث لا يزيد نصيب الفرد في اليوم على 3 لترات منها لتران غير صالحين للاستهلاك الآدمي.
وذكر مهنا أن هذه الأزمات تؤدي إلى تفاقم أزمة الصحة العامة في قطاع غزة في ظل عدم وجود نظم رعاية صحية فعالة أو تشخيص للأمراض، بالإضافة إلى عدم توافر العلاج، ومع استمرار ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بسبب تصاعد الأعمال العدائية، فإن الزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي أضافت خطر الانتشار السريع للأمراض المعدية، وقد بدأت هذه الاتجاهات المقلقة في الظهور.
ويعيش أكثر من 1.5 مليون نازح في ملاجئ شديدة الزحام لا تتوافر فيها فرص استخدام مرافق النظافة الشخصية والمياه المأمونة، ما يزيد من خطر انتقال الأمراض المعدية.