دينا محمود (واشنطن، لندن)
قبل أشهر قليلة من احتدام سباق انتخابي، يتوقع كثيرون أن يكون الأكثر تقارباً في الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة، أكد خبراء ومحللون أن ثمة اتجاهاً متنامياً في الشارع الأميركي، نحو تبني توجهات أكثر استقلالية من الوجهة السياسية، بعيداً عن الانتماء الصريح لأيٍ من الحزبين الكبيرين في البلاد.
وأشار المحللون إلى أن هذا التوجه مستمر منذ نحو عشرين عاما، بحسب دراسات للرأي العام، أظهرت وجود انخفاض مطرد، في الميل للانتماء الحزبي بشكل عام بين الأميركيين، وذلك بالتزامن مع ارتفاع كبير، في عدد من يقولون إنهم مستقلون سياسياً، ما يوحي أن هذه الزيادة، تأتي على حساب شعبية الحزبيْن الجمهوري والديمقراطي.
ويزيد ذلك، بحسب الخبراء، من الصعوبات التي يواجهها الجمهوريون والديمقراطيون، في حشد الدعم لمرشح كل من الجانبين، قبيل انتخابات الخامس من نوفمبر الرئاسية، التي تشير استطلاعات الرأي، إلى تقارب فرص فرسيْ الرهان فيها؛ الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه وغريمه الجمهوري دونالد ترامب.
ومن شأن هذا العزوف عن الاصطفاف بشكل واضح وراء أيٍ من المرشحيْن، دفع المعسكريْن المتنافسيْن، إلى تكثيف الجهود الرامية للاستفادة ممن يُصنَّفون أنفسهم كناخبين مستقلين، والعمل على التواصل معهم على نحو أكثر كفاءة، وذلك وفقا لتصريحات أدلى بها خبراء، لمجلة «نيوزويك» الأميركية واسعة الانتشار.
وجاءت هذه التصريحات، تعقيباً على نتائج استطلاع جديد للرأي، أجرته مؤسسة «جالوب» الأميركية الشهيرة لقياس الرأي العام، وكشف عن تراجع طفيف في عدد من يعلنون بوضوح تأييدهم للحزب الجمهوري، من 30% في مطلع عام 2020، إلى 28% في فبراير من العام الجاري.
بالتوازي مع ذلك، زاد عدد من يصفون أنفسهم بأنهم ديمقراطيون بواقع واحد في المئة؛ ليرتفع من 29% قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أُجريت قبل أربع سنوات، إلى 30% وفقاً لبيانات جُمِعَت الشهر الماضي.
ولكن محللين سياسيين أميركيين، قللوا من إمكانية أن يؤثر هذا التراجع المحتمل في القاعدة الشعبية الداعمة للجمهوريين، على فرص ترامب في الفوز بانتخابات نوفمبر، وذلك على ضوء أن الملياردير الجمهوري، كان ينأى بنفسه من الأصل عن المؤسسة الحزبية التقليدية.
وبحسب تقديرات هؤلاء المحللين، لا يزال ترامب يحظى بدعم قد يضمن له حصد ما يتراوح ما بين 30% إلى 35% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، في ظل التأييد الواسع الذي يتمتع به في أوساط الحزب الجمهوري، برغم تركه البيت الأبيض منذ نحو أربعة أعوام.
في الوقت نفسه، تُعوِّل قيادات جمهورية على أن تؤدي التغييرات التي أُجريت مؤخراً على قيادة اللجنة الوطنية للحزب، إلى ضخ مزيد من الدماء في شرايين الحملة الانتخابية لمرشحه في السباق الرئاسي. وانعكست هذه الآمال، على تصريحات أدلت بها الأسبوع الماضي الرئيسة المشاركة للجنة لارا ترامب، وهي قرينة نجل الملياردير الجمهوري، وقالت فيها إن تلك التغييرات، ساعدت على ما يبدو على أن يحظى الحزب قبل أيام، بـ «أفضل عطلة نهاية أسبوع فيما يتعلق بجمع التبرعات منذ انتخابات عام 2020».