هدى جاسم (بغداد)
اضطرت بعثة للأمم المتحدة والتي تشكلت لمساعدة العراق على التحقيق في اتهامات لتنظيم «داعش» الإرهابي بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب، إلى إنهاء عملها مبكراً قبل استكمال التحقيقات بعد توتر علاقتها مع الحكومة العراقية.
ويأتي إلغاء عمل البعثة التي شُكلت في عام 2017، بعد ما يقارب عشر سنوات على اجتياح تنظيم «داعش» أرجاء سوريا والعراق، وفي الوقت الذي لا يزال فيه العديد من ضحايا التنظيم نازحين في المخيمات ويتوقون إلى العدالة.
وقال كريستيان ريتشر، رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب (داعش) «يونيتاد» في مقابلة: «هل تم إنجاز العمل؟ ليس بعد، وهذا واضح تماماً».
وأضاف «نحتاج إلى مزيد من الوقت، وإذا حددنا موعداً نهائياً في سبتمبر 2024، فلن نكون قد أكملنا سير التحقيقات» ولا مشروعات أخرى، مثل عمل أرشيف مركزي لملايين الأدلة.
وتحدث ريتشر بإسهاب عن إنهاء عمل البعثة لأول مرة منذ أن جدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في سبتمبر التفويض لمدة عام واحد فقط بناء على طلب العراق.
وكان الداعمون والمانحون الدوليون لـ«يونيتاد» يتوقعون استمرار عمل فريق التحقيق لعدة سنوات أخرى.
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، إنه لم تعد هناك حاجة لفريق التحقيق من وجهة نظر بغداد، وإنه لم يتعاون بنجاح مع السلطات العراقية. وأضاف «من وجهة نظرنا، انتهت مهمة البعثة ونقدر ما أنجزته من عمل، وحان وقت المضي قدماً»، وأوضح أن البعثة «لم ترد على طلبات متكررة لمشاركة الأدلة» ويتعين عليها القيام بذلك الآن قبل إنهاء عملها.
وفي سياق آخر، أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق جابرو، أمس، 30 من يوليو المقبل، موعداً لإغلاق مخيمات النازحين بالكامل.
وقالت جابرو «حددنا 30 يوليو المقبل موعداً لإغلاق المخيمات بالكامل».
وأكدت أن «الحكومة، لديها الإرادة الحقيقية لإنهاء ملف النزوح» مشيرة إلى أن «الوزارة ملتزمة بإنهاء ملف النزوح ولديها القدرة بإنهائه خلال مدة شهر».
ونوهت جابرو إلى أن «الحكومة اتخذت قرارات لتشجيع العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم، منها زيادة منحة العودة من مليون إلى 4 ملايين دينار».
وبينت، أن «الوزارة ستسحب دعمها عن المخيمات بعد 30 يوليو المقبل» مشيرة إلى أن «رئيس الوزراء وجه الجهد الخدمي بتقديم الخدمات كافة إلى سنجار».
وبحسب آخر إحصائية لوزارة الهجرة، فإن أعداد النازحين الذين يتركزون في إقليم كردستان انخفض إلى ما دون الـ 30 ألف أسرة نازحة مع إغلاق مخيمات في محافظة نينوى والسليمانية.
وفي وقت سابق، أعلنت الهجرة إغلاق مخيم «تازه دي» في السليمانية بعد إعادة آخر دفعة من النازحين إلى مناطقهم الأصلية في محافظتي ديالى وصلاح الدين.