أحمد مراد (بيروت، القاهرة)
تتفاقم تداعيات الأزمات السياسية والإنسانية والاقتصادية في لبنان مع دخول شهر رمضان، وسط ارتفاع أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق، وهو ما يُفسد فرحة ملايين اللبنانيين بالشهر المبارك، وقد سجل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء في العالم بنسبة 208% في مؤشر أسعار الغذاء.
وأوضح المحلل والكاتب اللبناني، يوسف دياب، أن اللبنانيين يستقبلون شهر رمضان وسط أزمات معقدة وعنيفة وذات أبعاد متعددة، وتعاني مختلف فئات الشعب تداعياتها، ومن أبرزها الارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء، وهو ما يؤثر على الأجواء الرمضانية في البلاد.
وقال دياب في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن قطاعاً عريضاً من اللبنانيين يجدون صعوبة بالغة في توفير الغذاء لأسرهم نتيجة الارتفاع الكبير في التضخم، ما جعل أسعار المواد الغذائية ليست في متناول الكثير من الأسر، وسط تراجع القدرة الشرائية».
وسبق أن صنفت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي لبنان بأنه يمثل واحداً من بؤر الجوع الساخنة في العالم، إذ إن أكثر من نصف السكان يحتاجون لمساعدات من أجل تغطية احتياجاتهم من الغذاء والاحتياجات الأساسية، وتجد الأسر صعوبة متزايدة في تحمل تكاليف توفير الأطعمة المغذية، وتضطر إلى اللجوء لاستراتيجيات ضارة للتكيف مع الوضع الراهن.
وشدد دياب على ضرورة التحرك الفوري نحو انتخاب رئيس جديد للبنان، وتشكيل حكومة لديها صلاحيات كاملة، حتى تستطيع تنفيذ برنامج الإنقاذ بشكل جاد، محذراً من خطورة استمرار الأزمة الراهنة على مستقبل البلاد التي لم تعد تحتمل التأجيل وهي تعيش في «الفراغ الرئاسي» منذ أكتوبر 2022.
ومن جانبها، أوضحت الكاتبة والمحللة اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أن ملايين اللبنانيين يستقبلون شهر رمضان في ظل معاناة إنسانية حادة وظروف معيشية قاسية، وأزمة اقتصادية طاحنة تصنفها منظمات دولية وأممية بأنها من أسوأ عشر أزمات في العالم.
وقالت عبد الخالق، في تصريح لـ«الاتحاد»: «قد لا يشعر اللبنانيون بالأجواء الرمضانية وهم لا يستطيعون توفير الوجبات بسبب الارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وتنامي معدلات الجوع، بعدما تجاوزت نسبة الفقر حاجز الـ82%». وذكرت الكاتبة اللبنانية أن التدهور الحاد في سعر صرف الليرة مقابل الدولار كان له التأثير الأكبر والأبرز على ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والمعيشة بشكل عام، وهو ما جعل غالبية فئات الشعب تعاني انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقارير دولية وأممية.