عدن (الاتحاد)
كلفت الحكومة اليمنية فريقاً فنياً متخصصاً من الهيئة العامة لحماية البيئة بالنزول لموقع السفينة «روبيمار» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر محدثة تسرباً نفطياً واسعاً وسط مخاوف من غرقها بحمولة من الأسمدة الخطيرة على الحياة البحرية، ما يتسبب بكارثة بيئية كبرى تهدد البحر الأحمر.
جاء ذلك، خلال اجتماع لخلية الأزمة برئاسة وزير المياه والبيئة توفيق الشرجي لمناقشة السيناريوهات المحتملة للتعامل مع السفينة التي استهدفتها جماعة الحوثي في 18 فبراير الجاري، وتعرضت لأضرار جسيمة وتسربت إليها المياه لتشكل تهديداً بيئياً بالغ الخطورة في البحر الأحمر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية «سبأ» أمس.
وأكد الاجتماع حرص الحكومة اليمنية على مواجهة تداعيات الاستهداف الحوثي لسفينة الشحن التي تحمل 41 طناً من أسمدة «الأمونيا» ما تسبب بحدوث تسرب نفطي على امتداد 18 ميلاً في البحر الأحمر.
واستعرض الاجتماع الإمكانات المتاحة لدى الجهات الحكومية اليمنية لمواجهة الكارثة في حال غرق أو جنوح السفينة أو تسرب حمولتها إلى البحر.
وقال الشرجبي إنه تم التواصل مع الهيئة الإقليمية للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للبيئة لدول غرب آسيا لطلب المساعدة العاجلة في الدعم الفني واللوجستي للتخلص من الكارثة البيئية الوشيكة في حال غرق السفينة أو تسرب كميات من المواد المحملة على متنها.
وأضاف بأنه تم التواصل من قِبل نقطة الاتصال في الهيئة العامة للشؤون البحرية بدولة «بلييز» التي ترفع السفينة علمها لاستدعاء مالكها والعمل على قطرها خارج المياه الإقليمية اليمنية مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية البيئة البحرية والتنوع الحيوي في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد أن خلية إدارة الأزمة ستبقى في انعقاد دائم لمتابعة كافة المستجدات. وكانت القيادة الوسطى الأميركية قد أكدت أمس أن المياه تتسرب إلى سفينة البضائع «روبيمار» المحملة بالأسمدة التي استهدفتها جماعة الحوثي في 18 فبراير الجاري ما تسبب بظهور بقعة زيت بطول 18 ميلاً.
وفي السياق، قالت القيادة المركزية الأميركية، أمس، إن جماعة الحوثي أطلقت صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن استهدف على الأرجح السفينة «إم في تورم ذور» في خليج عدن في 24 فبراير.
وأضافت القيادة في منشور على موقع «إكس»، أن الصاروخ لم يصب السفينة، وهي ناقلة كيماويات أميركية ترفع علم الولايات المتحدة، وسقط في المياه دون أن يتسبب في أي أضرار أو إصابات.
إلى ذلك، أوضحت أنه في اليوم نفسه، أسقطت قوات القيادة المركزية طائرتين من دون طيار فوق جنوب البحر الأحمر دفاعاً عن النفس.
فيما تحطمت مسيّرة ثالثة بسبب عطل ما على الأرجح.
وكررت القيادة التأكيد على أن تلك الإجراءات التي تتخذها تأتي حماية لحرية الملاحة في هذا الممر البحري المهم دولياً، ومن أجل جعل المياه الدولية أكثر أماناً للسفن التجارية.
وتأتي تلك الهجمات الحوثية بعيد تنفيذ القوات الأميركية والبريطانية ضربات طالت نحو 18 هدفاً حوثياً في اليمن قبل يومين، مرتبطاً بمنشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوية مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، ومروحيات.