عدد اليوم
أعلن مكتب رئيس ناميبيا أن الرئيس حاجي جينجوب توفي في المستشفى في ساعة مبكرة من اليوم الأحد عن عمر ناهز 82 عاما بعد أسابيع من تشخيص إصابته بالسرطان.
كما أعلن نانجولو مبومبا، نائب الرئيس، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "فقدت الأمة الناميبية خادما بارزا للشعب، ورمزا للنضال من أجل التحرير، والمهندس الرئيسي لدستورنا".
وبات مبومبا يتولى الرئاسة بالإنابة لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية العام.
كان جينجوب يعاني من مشاكل صحية قبل وصوله إلى السلطة. ففي 2013، خضع لجراحة في الدماغ.
تولى جينجوب رئاسة دولة ناميبيا، ذات الكثافة السكانية المنخفضة، عام 2015، وهو نفس العام الذي أعلن فيه تعافيه من سرطان البروستاتا. وفي السنة المنصرمة، خضع لجراحة في الشريان الأورطي في جنوب أفريقيا المجاورة.
ولم يذكر منشور الرئاسة، على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، سبب الوفاة. لكن، في نهاية الشهر الماضي، أعلن مكتب الرئيس أنه سافر إلى الولايات المتحدة "لتجربة علاج جديد للخلايا السرطانية" بعد اكتشافها خلال فحص طبي دوري.
وُلد جينجوب عام 1941 في بلدة "أوتجيوارونجو" الريفية فيما كان يعرف آنذاك بـ"جنوب غرب أفريقيا"، وتدرب في البداية ليصبح مدرسا. وكان سياسيا بارزا حتى قبل أن تستقل ناميبيا عن دولة جنوب أفريقيا عام 1990.
في الستينيات من القرن العشرين، انضم جينجوب إلى حركة لتحرير بلاده من الإدارة الأجنبية من قبل جارتها جنوب أفريقيا، والتي كانت تديرها في ذلك الوقت حكومة الفصل العنصري. أصبح جينجوب عضوا في المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (سوابو)، التي واصلت لاحقا هدفها المتمثل في الاستقلال.
أصبح جينجوب ممثلا لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك في عام 1964، حيث درس في نفس الوقت العلوم السياسية في جامعات أميركية شهيرة. وعندما تأسس معهد الأمم المتحدة لناميبيا في عام 1975، أصبح جينجوب مديرا له، وهو المنصب الذي شغله حتى عودته إلى وطنه في عام 1989.
بصفته أول رئيس وزراء لناميبيا المستقلة، تحت رئاسة سام نجوما، قام جينجوب بحملة من أجل المصالحة وإعادة إعمار المستعمرة الألمانية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة.
ترأس الهيئة التي صاغت دستور ناميبيا وشغل منصب رئيس الوزراء من 1990 حتى عام 2002.
شغل أيضا منصب وزير التجارة والصناعة قبل أن يصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى في عام 2012.
وفاز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2014 بنسبة 87 بالمئة فيما تجنب خوض جولة ثانية في انتخابات عام 2019 بعد حصوله على أكثر من نصف الأصوات.
كان جينجوب مفكرا لامعا وخطيبا مفوها دافع عن حقوق المضطهدين. وجعلت رؤيته لناميبيا موحدة وقوية اقتصاديا منه رئيسا جديرا بالاحترام، سواء داخل البلاد أو على المستوى الدولي.
كانت حماية الطبيعة والسياحة البيئية على رأس جدول أعمال جينجوب السياسي.
