عواصم (وكالات)
شنت الولايات المتحدة الأميركية غارات جوية في العراق وسوريا، أمس، على أكثر من 85 هدفاً، وسط أنباء عن مقتل نحو 40 شخصاً.
وجاءت الضربات رداً على هجوم استهدف قوات أميركية ما أدى لمقتل 3 جنود عند الحدود الأردنية السورية.
واستخدام القوات الأميركية قاذفات بي-1 بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، هو للمرة الأولى في رد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الهجوم الذي نفذه مسلحون مطلع الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأميركي «ردنا بدأ اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها».
فيما قال وزير الدفاع الأميركي، أوستن لويد، بعد الغارات «هذه بداية ردنا».
وتابع «لا نريد صراعاً في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأميركية».
واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن الهجوم الأميركي على سيادة العراق يقوض فرص نجاح مفاوضات تنظيم عمل التحالف الدولي في العراق.
وتابع أن الاستهداف على مواقع أمنية عراقية أسفر عن مصرع 16 شخصاً وإصابة 25 آخرين بجروح، إضافة إلى وقوع خسائر في المباني السكنية وممتلكات المواطنين.
وجدد العوادي «رفض العراق أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض العراق وسيادته ليست المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة».
من جانبها، قالت مصادر سورية، إن الغارات الأميركية أسفرت عن مقتل 23 شخصاً كانوا يوجدون بالمواقع المستهدفة.
وقالت الرئاسة العراقية، في بيان: إن «الهجوم الأميركي الذي تعرضت له مدينة (القائم) في محافظة الأنبار ومناطق حدودية عراقية أخرى يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية»، رغم إعلان الحكومة العراقية غير مرة رفضها مثل هذه الأعمال، مبينة أنها تعمل على تصعيد التوتر وتهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وأضافت الرئاسة أن العراق أبدى رغبة واضحة في تنظيم عمل التحالف الدولي عبر جولة من المحادثات إلا أن هجمات الأمس الأول، ستقوض فرص نجاح المفاوضات الجارية مشيرة إلى أن «العنف لا يولد إلا العنف والتأزيم».
وطالب البيان جميع الأطراف بتحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه ما يتعرض له البلد من مخاطر وتهديدات منذ أشهر قد يؤدي استمرارها إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتعرض حياة المواطنين وسلامتهم للخطر. ودعت إلى عقد اجتماع طارئ للرئاسات العراقية «رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان» والكتل السياسية لبحث هذه التطورات والتداعيات واتخاذ مواقف واضحة وموحدة تحفظ كرامة البلد وسيادته وأمن المواطنين.
كما أعلنت الخارجية العراقية، استدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في بغداد، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن «الاعتداء الذي طال مواقع عسكرية ومدنية»، في البلاد.
ونفت حكومة بغداد وجود أي تنسيق مسبق لشن الولايات المتحدة ضرباتها على العراق، واصفة ما أعلنه الجانب الأميركي بأنه «ادعاء يستهدف تضليل الرأي العام الدولي».
وكانت الحكومة العراقية أعلنت السبت الماضي انطلاق المرحلة الأولى من الحوار العراقي - الأميركي لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق عقب اتفاق بينهما على إطلاق اللجنة العسكرية العليا على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد «داعش» وخطره والمتطلبات الظرفية والعملياتية، وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، تمهيداً لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.