بروكسل (وكالات)
أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه سيبدأ الأسبوع المقبل أكبر تدريب عسكري له منذ الحرب الباردة، بمشاركة 90 ألف عسكري وعلى مدى أشهر.
وأفاد القائد الأعلى لـ«الناتو» في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي، خلال مؤتمر صحفي في مقر الحلف في بروكسل، بأن تدريب «المدافع الصامد» سيستمر حتى أواخر مايو، ويشمل وحدات من كل الدول الأعضاء الـ31 والدولة المرشحة السويد.
وأضاف: «سيكون هذا دليلاً واضحاً على وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على حماية بعضنا». وستحاكي المناورات سيناريو حرب ضد «خصم ذي حجم مماثل»، حسبما قال «الناتو».
وأوضح الجنرال كافولي أنّ المناورة ستشمل خصوصاً قوات «من أميركا الشمالية» أتت بمثابة تعزيزات إلى القارة الأوروبية.
وتشارك في التدريبات نحو 50 سفينة حربية، و80 طائرة، و1100 مركبة قتالية من أنواع مختلفة.
وتعد هذه المناورات الحربية، الأهم منذ مناورة «ريفورجر» عام 1988، في خضم الحرب الباردة آنذاك بين الاتحاد السوفييتي وحلف شمال الأطلسي.
وقال الأميرال الهولندي روب بوير، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، التي تضم قادة جيوش الدول الـ 31 الأعضاء في الحلف خلال المؤتمر الصحافي عينه: «إنه رقم قياسي من حيث عدد الجنود».
وتعتزم بريطانيا وحدها إرسال 20 ألف جندي إلى هذه التدريبات، كما أعلن وزير الدفاع غرانت شابس يوم الاثنين الماضي.
وسيتم نشر عناصر بريطانيين من القوة الجوية الملكية والبحرية الملكية والجيش في أوروبا وخارجها، من أجل «مناورات المدافع الصامد» العسكرية، حسبما أعلنت لندن.
واعتبر شابس أنّ «الناتو الآن، أكبر من أي وقت مضى لكن التحديات أكبر أيضاً»، مشيراً إلى أن أعداء «الناتو» باتوا «أكثر ارتباطاً ببعضهم» من أي وقت مضى، فيما الحلفاء الغربيون «عند منعطف».
واعتبر المسؤول الكبير في «الناتو» أن العالم ربما كان متفائلاً، بشكل مبالغ فيه خلال العام الماضي، ولذلك «من المهم ألا نكون متشائمين جداً في 2024».
إلى ذلك، تولت فرنسا، أمس الأول، خلال احتفال في مدينة ليل، قيادة قوة برية متعدّدة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلسي على مدى عام، يمكن أن يبلغ عدد عناصرها نحو 120 ألف جندي، ويمكن أن يتم نشرهم إذا كان أحد أعضاء الحلف في حالة طوارئ.
وتسلم الجنرال إيمانويل غولان، قائد فيلق الرد السريع الفرنسي، المتمركز في ليل شمال فرنسا، من الجنرال أرسلان من فيلق الرد السريع التركي الراية التي ترمز إلى نقل هذه المهمة إلى طرف آخر.
ويضم فيلق الرد السريع الفرنسي نحو 450 جندياً من 14 جنسية. وهو هيئة الأركان الوحيدة المتعددة الجنسيات للقوات البرية، العاملة والقابلة للانتشار، والتي تنفّذ مهمات لمصلحة فرنسا، وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي.
وأكد غولان لصحافيين، أن «دور فيلق الرد السريع هو التدخل باعتباره احتياطياً استراتيجياً لحلف شمال الأطلسي».
وتكرّس المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي مبدأ الدفاع الجماعي، ويُفترض بموجبه أن يؤدي أي هجوم على إحدى الدول الأعضاء إلى رد جماعي من الحلف.