حسن الورفلي (بنغازي)
أعلنت مؤسسة النفط الليبية، أمس، «حالة القوة القاهرة» على حقل الشرارة جنوبي البلاد؛ بسبب إغلاق محتجين للحقل.
وقالت المؤسسة، في بيان، إن «إغلاق الحقل تسبب في توقف إمدادات النفط الخام منه إلى ميناء الزاوية (غرب)، ولا تزال المفاوضات جارية في محاولة لاستئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن».
وحالة «القوة القاهرة» هي وضع قانوني يعفي أطراف التعاقد من أي التزامات تترتب على عدم إيفاء أحدهم ببنود العقد المبرم بسبب ظروف خارجة عن إرادته.
وفي 3 يناير الجاري، أُغلق حقل الشرارة؛ إثر دخول المحتجين إليه؛ احتجاجاً على ما يقولون إنه نقص الوقود في مناطق جنوبي البلاد، بحسب مصدر يعمل في الحقل.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «إدارة الحقل تفاوضت مع المحتجين، ولكن محاولة التفاوض فشلت، مما اضطرّها إلى إغلاقه بشكل كامل»، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
وطالب المحتجون، بتفعيل قرار إنشاء مصفاة الجنوب، وصيانة الطرق المتهالكة، وتعيين أبناء الجنوب في الشركات النفطية، ومعالجة نقص الوقود في الجنوب.
إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى لقبائل ومدن فزان دعمه لاعتصام حقل الشرارة ودعا إلى تشكيل لجنة قادرة على الحوار والتواصل مع الجهات ذات العلاقة والتي ترغب في تحقيق مطالب وحقوق أهل فزان.
وطالب المجلس بتضمين مطالب وحقوق فزان في مسببات الاعتصام والتي من بينها دعم جهاز تنمية وتطوير المنطقة الجنوبية وإنشاء محفظة استثمارية خاصة بالجنوب وفق ما جاء في بيان مؤتمر نداء فزان من أجل ليبيا، والإيفاء بكافة الاحتياجات الضرورية والخدمية والتنموية.
وطالب المجلس أيضا بالإسراع في حل مشكلة الوقود من خلال رفع الحصة المخصصة لمنطقة فزان وإلزام شركة البريقة بالإعلان عبر مواقعها بشكل يوميا عن كميات الوقود الموزعة للمنطقة بكل شفافية.
ومعدل إنتاج حقل الشرارة كان يبلغ 340 ألف برميل يوميا، ويقع في صحراء مرزق (800 كلم جنوب العاصمة طرابلس)، واكتُشف في عام 1980.
ومن آن إلى آخر، تعلن مؤسسة النفط حالة «القوة القاهرة» في أحد حقول النفط، وغالباً بسبب مطالب احتجاجية متشابهة.
وتسببت الصراعات الحادة في ليبيا، خلال السنوات الخمس الماضية، في انخفاض كبير في الصادرات النفطية، وتأخير خطط التوسع التي تستهدف رفع إنتاج النفط من مليون و214 ألف برميل يوميا إلى مليوني برميل في اليوم.