شعبان بلال (القاهرة)
يواجه ملايين اليمنيين خطر النزوح الداخلي وانعدام الأمن الغذائي وفقدان الحياة بسبب تداعيات تغير المناخ من موجات جفاف وحر قاسية وفيضانات وأعاصير وأمطار غزيرة أدت لتضرر آلاف الأشخاص خلال الأشهر الماضية، وسط تحذيرات مستمرة من عدم اتخاذ إجراءات حماية خاصة في المجتمعات الهشة.
وتضرر نحو 180 ألف يمني نتيجة التغيرات المناخية المفاجئة التي اجتاحت عدداً من المحافظات اليمنية من ظروف جوية قاسية بما فيها أمطار غزيرة وفيضانات وعواصف، أدت لتضرر أكثر من 24 ألف أسرة في مناطق يصعب الوصول إليها أو مناطق تؤوي نازحين، بالإضافة إلى أزمة الجفاف التي تؤثر على إنتاج الغذاء وتوافر المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي لأكثر من 18 مليون يمني، بحسب البنك الدولي.
وقالت خبيرة البيئة والمناخ اليمنية الدكتورة نبيلة القادري، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تغير المناخ له تأثيرات كبيرة على المجتمع اليمني خاصة السواحل الشرقية مثل المهرة، ولفتت إلى نزوح السكان من المناطق التي تأثرت بالفيضانات والأعاصير وموجات الحر القاسية إلى أماكن أكثر أماناً، مشددة على أن تداعيات تغير المناخ تؤثر سلباً على الاستقرار والضغط على الموارد في المناطق الطبيعية.
وبحسب خبراء فإن العديد من المناطق اليمنية تعاني من تداعيات تغير المناخ، من ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف الطويل، وتذبذب سقوط الأمطار، وتغير مواعيد مواسم الزراعة والحصاد المرتبطة بالمواسم المطرية أو العواصف والأعاصير والسيول الجارفة وتدهور التربة الزراعية بشكل كبير ونضوب وتلوث مصادر المياه الذي أجبر السكان على الهجرة الداخلية والنزوح بحثاً عن المياه والخدمات.
وتلعب تضاريس اليمن دوراً كبيراً في مخزون المياه الجوفية لوجود مرتفعات تتميز بانحدار شديد يعمل على جريان السيول في اتجاه الشرق والغرب والجنوب، ويحقق أكبر مخزون مياه جوفية في البلاد في حضرموت وسيئون، إلا أن الاستخدام المنزلي الخاطئ والري غير المقنن يستنزفان المخزون المائي، بحسب القادري التي أوضحت أن مشاريع تحلية مياه البحر التي كانت ستمول تعز وإب من جهة البحر الأحمر توقفت بسبب الحرب.
وعانى اليمن خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2023 من ظروف قاسية من أمطار غزيرة وفيضانات وعواصف شديدة بحسب تقرير أممي، أدت إلى تضرر أكثر من 24 ألف أسرة في أنحاء متفرقة.
وتوقع تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يشهد اليمن واقعاً صعباً خلال العقود الثلاثة المقبلة جراء التغيرات المناخية المتواصلة والشديدة، وهو ما قد يسبب المزيد من الخسائر البشرية والمادية ويفاقم من الأزمات الإنسانية والغذائية.
وحذر التقرير الأممي من أن الأسوأ لم يأت بعد في اليمن خاصة وأنه يشهد تغيراً في الطقس، من ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، وهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير والعواصف الشديدة وغيرها من التغيرات المناخية.