شعبان بلال (القاهرة)
رغم المساهمة المنخفضة لمنطقة القرن الأفريقي في انبعاثات الغازات الكربونية والدفيئة، إلا أنها الأكثر تضرراً بتغير المناخ الذي تضاعفت تداعياته في السنوات الأخيرة وأثرت على حياة ملايين الأشخاص عالمياً، وفي تلك المنطقة بالأخص والتي تضم 7 دول هي إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان وجنوب السودان.
وبحسب تقارير أممية ودراسات بحثية، تتنوع أشكال تأثيرات تغير المناخ على منطقة القرن الأفريقي ما بين هطول أمطار وارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف، مما يهدد الأرواح وسبل كسب الرزق، بما في ذلك ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً، بخلاف تأثيرها على الأمن والسلم في تلك المنطقة.
وذكر تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن عدد المهددين بالمجاعة في منطقة القرن الأفريقي زاد إلى أكثر 22 مليون شخص بسبب الجفاف، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 7.5 مليون حالة نزوح داخلي بسبب الكوارث في القارة الأفريقية.
ويعد الجفاف أكثر تداعيات تغير المناخ خطورة بالمنطقة، حيث أوضحت الأمم المتحدة أن «احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي منذ نهاية عام 2020 فاقم جفافاً هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل».
وأدت موجات الجفاف الطويلة إلى نزوح نحو مليوني شخص داخلياً في إثيوبيا والصومال، وملايين اللاجئين عبروا الحدود من الصومال وجنوب السودان إلى المناطق التي يطالها الجفاف في كينيا وإثيوبيا، بالإضافة إلى 3.3 مليون شخص آخرين تطالهم تأثيرات الجفاف.
من جانبه، قال أستاذ الموارد المائية وخبير المناخ الدكتور أسامة سلام إن تغير المناخ يؤثر بشكل كبير على منطقة القرن الأفريقي، وخاصة موجات الجفاف الممتدة، مضيفاً أن المنطقة شهدت في السنوات الأخيرة، أسوأ موجات جفاف منذ عقود، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والتسبب في نزوح الملايين من الناس.
وأوضح سلام في تصريح لـ «الاتحاد» أن المجتمعات الريفية في منطقة القرن الأفريقي تعتمد على الزراعة المطرية كمصدر أساسي للغذاء والمياه، ومع انخفاض هطول الأمطار، تنخفض الإنتاجية الزراعية، مما يؤدي إلى نقص الغذاء والماء.
والتأثير الثاني بحسب سلام هو النزوح، حيث يضطر ملايين الأشخاص في منطقة القرن الأفريقي إلى الفرار من منازلهم بسبب نقص الغذاء والماء، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
جفاف استثنائي
ويقول الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيرات المناخية، إن منطقة القرن الأفريقي تشهد موجات قياسية من الجفاف بسبب نقص غير مسبوق في الأمطار وارتفاعات قياسية في الحرارة وهي مظاهر مناخية مرتبطة بتغير المناخ.
وأوضح فهيم في تصريح لـ «الاتحاد» أن الوضع الحالي يصنف على أنه «جفاف استثنائي» وهو مستوى الإنذار الرابع والأخير على سلم التصنيف الأميركي، مضيفاً أن هذا الوضع غير مرجح في السابق إلا أن ثمة احتمالاً بنسبة 5 % أن يتكرر سنويا الآن.