عدن (الاتحاد)
حذرت الحكومة اليمنية من المخاطر الجسيمة للهجمات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي، على السفن المدنية وناقلات النفط، في البحر الأحمر وباب المندب، فيما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس، عن انفجارين في البحر الأحمر، بعد رصد طائرتين مسيرتين.
وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الأخطر من الخسائر المباشرة للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب هو الآثار المترتبة لتلك الهجمات على المدى الطويل، جراء دفع شركات الشحن العالمية وناقلات النفط والغاز للإبحار خارج البحر الأحمر، واتخاذها مساراً بديلاً نحو ممرات عبور دولية آمنة، جراء ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، وعزوفها عن الإبحار في هذا الممر الدولي الأكثر استخداماً بالعالم بقرابة 12% من حركة الشحن والتجارة الدولية.
وشدد الإرياني على أن اليمن يعتمد بشكل رئيسي على استيراد المواد الغذائية والاستهلاكية، ويستورد 80% من احتياجاته عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الشحن البحري، وتكاليف التأمين، ستودي لارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يعاني من أزمة إنسانية ويعتمد غالبية سكانه على المساعدات الغذائية جراء ظروف الحرب والانقلاب.
إلى ذلك، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن سفينة مبحرة قبالة ساحل اليمن أبلغت، أمس، عن رصد انفجارين في البحر الأحمر، بعد قليل من رصد طائرتين مسيرتين.
وقالت الهيئة: إن الانفجارين وقعا على بعد 5 أميال تقريباً من السفينة في موقع بالبحر الأحمر يبعد حوالي 50 ميلاً بحرياً عن ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
ولم يتم الكشف عن هوية السفينة أو تفاصيل الشحنة على متنها أو وجهتها أو المكان الذي أبحرت منه.
وقالت الهيئة: إن السفينة على اتصال بقوات التحالف ووردت تقارير عن سلامتها وسلامة طاقمها. وتردد أن السفينة تواصل رحلتها.
ويأتي هذا بعد أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عن مبادرة أمنية بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر رداً على هجمات يشنها «الحوثيون» على السفن.
والسبت الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أن مدمّرة تابعة للبحرية الأميركية تمكنت من إسقاط 4 طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأضافت «سنتكوم» على منصة «إكس» أن المدمّرة «يو اس اس لابون» التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر «أسقطت 4 طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وكانت تحلق باتجاه السفينة الحربية الأميركية»، مضيفة أنه «لم تقع إصابات أو أضرار».
وعلى صعيد متصل أعلن رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، محمد علوي أمزربة، أن التأمين البحري، الذي تفرضه نوادي الحماية الملاحية، على السفن والناقلات الواصلة للموانئ اليمنية ارتفع إلى 200%، عمّا كان عليه قبل عمليات القرصنة وخطف السفن والهجمات الحوثية بالصواريخ والطيران المسير في مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر. وفي السياق، بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، في القاهرة، أمس، أمن الملاحة في البحر الأحمر.
وأكد الوزيران على «أهمية مسار البحر الأحمر اتصالاً بحركة التجارة الدولية، ومن ثم كونه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والأردني»، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.