دينا محمود (لندن)
كشفت مصادر مطلعة في لندن النقاب عن أن الأجهزة الأمنية البريطانية تعكف حالياً على إجراء مراجعة دقيقة لمستوى التهديد الإرهابي الذي تواجهه المملكة المتحدة، وذلك بعد إعلان السلطات في أكثر من دولة أوروبية، إحباط مخططات لتنفيذ هجمات على أراضيها.
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن البريطانية، تتخوف من أن تنعكس التطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط بشكل سلبي، على الوضع الأمني الداخلي، خاصة بعد تسجيل تزايد لافت في عدد حوادث وجرائم الكراهية، منذ اندلاع الاشتباكات وأعمال العنف في قطاع غزة، مطلع أكتوبر الماضي.
وقبل أيام، أعلنت وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» أن عمليات اعتقال نُفِذَت في دول مختلفة من القارة، من بينها إسبانيا وفرنسا، على خلفية وقائع من هذا القبيل. وتزامن ذلك، مع إعلان السلطات في كل من ألمانيا وهولندا والدنمارك، اعتقال سبعة أشخاص على الأقل، للاشتباه في تورطهم في التخطيط، لتنفيذ اعتداءات ضد مؤسسات دينية في أوروبا.
وحذرت المصادر البريطانية المطلعة، في تصريحات نشرتها صحيفة «الجارديان»، من أن الاعتقالات الأخيرة، تُذكي المخاوف من إمكانية وقوع هجمات مماثلة في المملكة المتحدة، وهو ما قرع أجراس الإنذار، في أروقة شرطة مكافحة الإرهاب، وجهاز الاستخبارات الداخلية، المعروف باسم «إم آي 5».
وبحسب المصادر، يخضع مستوى التأهب الأمني في المملكة المتحدة، لـ «مراجعة منتظمة ودقيقة للغاية في الوقت الراهن»، وذلك على الرغم من أن بريطانيا لم تشهد منذ اندلاع الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط، أي هجمات على غرار ما وقع في بعض الدول الأوروبية، كفرنسا على سبيل المثال.
وتُناط مسألة تحديد مستوى التأهب الأمني في بريطانيا، بـ«مركز تحليل الإرهاب»، وهو هيئة مشتركة تضم ممثلين عن عدد من الأجهزة الحكومية، وتتخذ من جهاز الـ«إم آي 5» مقراً لها. وفي الوقت الحاضر، يُصنَّف المستوى المتبع في المملكة المتحدة للتعامل مع أي هجمات محتملة، على أنه الثالث على سلم من خمس درجات، وهو مستوى التأهب الأدنى من نوعه، منذ بدء تطبيق منظومة التصنيف الحالي للتهديدات الإرهابية في البلاد، عام 2006.
ووفقاً للمعايير المتبعة في إطار هذه المنظومة، يعني مستوى التأهب من الدرجة الثالثة، أنه من «المحتمل» وقوع اعتداءات إرهابية في بريطانيا.