أحمد مراد (عدن، القاهرة)
تواصل جماعة الحوثي ممارساتها العدوانية ضد الشعب اليمني عبر شن هجمات صاروخية على المناطق المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين في مناطق عدة، في تحدٍ سافر للجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحياء السلام.
واستهدف الحوثيون في السابع من أكتوبر «مخيم الميل» للنازحين بمحافظة مأرب بصاروخ تسبب في أضرار مادية كبيرة، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم الذي يضم أكثر من 3600 أسرة نازحة.
وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني حينها، أن استهداف الحوثي لـ«مخيم الميل» جاء بالتزامن مع زيارة المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى اليمن، وهو ما يُعد تحدياً سافراً للمجتمع الدولي، واستهتاراً بجهود ودعوات التهدئة وإحلال السلام.
وذكر المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن الاستهدافات الحوثية المتكررة للمدنيين والنازحين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجماعة الانقلابية لا ترغب في السلام، ولا يهمها تحقيق الاستقرار في اليمن، وتسعى فقط إلى تحقيق مصالحها الخاصة في تثبيت سلطة الانقلاب عبر سياسة فرض الأمر الواقع.
وقال بن لعسم لـ«الاتحاد» إن الهجمات الحوثية المستمرة تُعرض حياة ملايين المدنيين والنازحين للخطر، وتفاقم الأزمات الإنسانية لليمنيين، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة ضد انتهاكات الحوثي، لا سيما أن القوانين والأعراف الدولية تجرم هذه الممارسات.
وطالبت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب بضرورة اتخاذ موقف جاد تجاه الاستهدافات الحوثية المتكررة لمخيمات النازحين، مشيرة إلى تضرر العديد من مخيمات النازحين بسبب الاعتداءات الحوثية.
وحذر المحلل السياسي اليمني من خطورة الممارسات الحوثية التي تهدف إلى تقويض جهود التهدئة، وتغتال أي فرصة للسلام تلوح في الأفق، وبالتالي لا بد من محاسبة القيادات الحوثية على هذه الانتهاكات من خلال آليات العمل الدولي، مشيراً إلى أن تغاضي منظمات المجتمع الدولي عن محاسبة الحوثيين يدفعهم إلى تكرار هذه الجرائم في حق المدنيين والنازحين الأبرياء.
وكانت جماعة الحوثي قد استهدفت في مطلع سبتمبر الماضي عدة مخيمات للنازحين بمحافظة مأرب، منها «المنين القبلي، وأل مسلل، وحاجبه، ومستوصف شقمان»، بالتزامن مع وجود المبعوث الأممي لليمن.
بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني صالح أبو عوذل، أن «استهداف مناطق المدنيين ومخيمات النازحين بالصواريخ والمدفعية والطيران المسير ليس بالأمر الغريب على جماعة الحوثي التي تمارس العنف مثل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وعلى مدى السنوات التسع الماضية لم تتوقف الجماعة عن الممارسات العدوانية من قتل، وتفجير، وتفخيخ، واعتقال، وتعذيب، ومن المؤسف أنها لم تجد أي رادع يمنعها من هذه الاعتداءات والانتهاكات في حق الشعب اليمني».
وسبق أن وثقت تقارير حقوقية نحو 2263 عملية استهداف وقصف بالصواريخ والمدفعية والطيران المسير شنتها جماعة الحوثي على محافظة مأرب خلال الفترة من أكتوبر 2014 وحتى فبراير 2022، وأدت إلى مقتل 788 مدنياً وإصابة 1528 آخرين.
وقال أبو عوذل لـ«الاتحاد» إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننظر إلى «الحوثي» على أنها جماعة يمكن أن تقيم سلطة أو دولة، وإنما هي جماعة طائفية، لا تسعى إلى سلام أو استقرار، ولا تُعير للقوانين الدولية والاتفاقيات أي اهتمام، وبالتالي تستمر في تعنتها وممارساتها العدوانية، ما دامت لا تجد رادعا.