دينا محمود (لندن)
في وقت يعتمد فيه أكثر من 80 % من الأفارقة بشكل مباشر على الموارد الطبيعية الآخذة في التدهور بسبب المخاطر التي تُحدق بكوكب الأرض، تدق الدوائر العلمية الدولية أجراس الإنذار، من تزايد التحديات البيئية التي تواجه القارة السمراء خلال العام الجاري، لا سيما أنها عرضة للكثير من تبعات التغير المناخي، بما تشمله من أعاصير وفيضانات وموجات جفاف طويلة الأمد.
ويشدد العلماء على أن الآثار السلبية لهذه الأحداث الجوية المتطرفة المرتبطة بأزمة المناخ، تمثل تهديداً وجودياً لمليارات البشر في مختلف بقاع العالم، خاصة أفريقيا، التي يصل عدد سكانها إلى نحو 1.2 مليار نسمة.
فبحسب تقرير صدر مؤخراً عن حالة البيئة في أفريقيا، يُخشى أن يواجه ما يقرب من 1.2 مليار من سكان القارة تزايداً في معدلات تلوث المياه بحلول عام 2050، في حين يُتوقع أن يعاني 1.5 مليار آخرين من تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وذلك في الوقت الذي سيتعرض فيه ملايين من الأفارقة لخطر تآكل السواحل، بفعل تأثيرات التغيرات المناخية. كما يحذر التقرير من أن الدول الأفريقية قد تواجه انخفاضاً بنسبة 10 %، في الناتج المحلي الإجمالي لها، بحلول نهاية العقد الحالي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن نحو 22 مليوناً من سكان منطقة القرن الأفريقي معرضون بشدة لخطر الجوع، بسبب تواصل أسوأ موجة جفاف تعصف بهذا الجزء من القارة، منذ عقود.
وفي هذا الإطار أشار التقرير إلى أن شرق أفريقيا شهد بنهاية العام الماضي شُحاً في الأمطار لخمسة مواسم متتالية، مؤكداً أن الموسم الممتد من مارس إلى مايو 2022، كان الأكثر جفافاً منذ أكثر من 70 عاماً، بالنسبة لإثيوبيا وكينيا والصومال، وذلك إلى حد جعل ما يتراوح ما بين 80 و90 % من مساحة اليابسة، في العديد من بلدان القرن الأفريقي، قاحلة أو شبه قاحلة وغير مناسبة للزراعة.