دينا محمود (واشنطن، لندن)
في عام تحطمت فيه الأرقام القياسية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، على غرار كثير من دول العالم، كُشِفَ النقاب عن نتائج دراسة حديثة، أظهرت أن هذه الارتفاعات الكبيرة الناجمة عن تسارع تبعات التغير المناخي، تسبب أخطاراً صحية، تُحْدق بشرائح بعينها في المجتمع الأميركي.
فبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة «كاليفورنيا إرفين»، يرتبط الارتفاع الحاد في حرارة الطقس، بالتفاقم المتزايد لمعدلات إصابة السيدات الحوامل والأمهات اللواتي أنجبن للتو في الولايات المتحدة بالأمراض المتعلقة عادة بفترة الحمل والإنجاب، وذلك بعدما وصل عدد من يعانين من هذه المشكلات الصحية، إلى 60 ألف امرأة سنوياً.
وأظهرت الدراسة، التي أُجريت في الفترة ما بين عاميْ 2008 و2018 وشملت أكثر من 400 ألف امرأة حامل، أن الحرارة الشديدة، كانت من بين العوامل المُسببة للأزمات الصحية غير المرغوب فيها، لهذه الشريحة من النساء والمواليد الجدد.
وتشمل تلك الأزمات، المتاعب الصحية التي تشهدها فترة الحمل، أو حدوث الولادة مبكراً على نحو قد يمثل خطراً على حياة الحامل، فضلاً عن إمكانية تعرض الأمهات والمواليد، لعواقب صحية سلبية، على المدييْن القصير أو الطويل.
وتشير نتائج الدراسة، إلى أن مخاطر المعاناة من مثل هذه المشكلات الصحية، ازدادت بنسبة 27%، عندما كانت الحوامل أو الأمهات حديثات الولادة، يتعرضن لمستويات عالية أو شديدة من الحرارة، خاصة بالنسبة لمن كُنَّ منهن، عرضة لتلك الأجواء الحارة طيلة فترة الحمل، أو في أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة منه.
ولم يغفل معدو الدراسة التأكيد على أن فرص التعرض للطقس الحار بشدة، تزايدت في العقود القليلة الماضية، بسبب تغير المناخ وتبعاته في العالم بأسره، مشيرين إلى أن أهمية الكشف عن دور الأزمة المناخية في تعريض هؤلاء النسوة لخطر الإصابة بالأمراض، تفيد في تحديد طبيعة الإجراءات، التي يمكن اتخاذها لتقليص ما يواجهنه من مخاطر من جهة، وتشكل مؤشراً على «الأضرار الخفية» للتغير المناخي من جهة أخرى.
كما أشار الباحثون، إلى أن الدراسة كشفت أيضاً، عن وجود ارتباط بين إصابة النساء بمشكلات صحية خلال شهور الحمل أو بعد الولادة مباشرة، وتوقيت حدوث الحمل نفسه، وما إذا كان قد بدأ في وقت، كان يشهد طقسا دافئا من عدمه.
ووفقا لتقرير نشره موقع «ريكون نيوز» الإخباري، سبق أن حذرت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، من الآثار التي يُخلّفها تغير المناخ، على الأجنة والنساء الحوامل في البلاد. وربطت هذه الوكالة، تعرض هؤلاء السيدات وأجنتهن أو مواليدهن، للحرارة الشديدة بانخفاض أوزان الرُضع عند الولادة، أو وفاة بعضهم، أو حدوث الولادة بشكل مبكر.
وقد كشف خبراء مناخ أميركيون، عن تزايد مستويات الحرارة العالية والشديدة التي شهدتها بلادهم في العقد الماضي، بواقع الضعف، مشيرين إلى زيادة عدد الموجات الحارة المقترنة بارتفاع كبير في نسبة الرطوبة، وهو ما يزيد من مخاطرها على الصحة.