عبدالله أبو ضيف (دمشق، القاهرة)
أكدت جيهان حنان، مدير «مخيم الهول» في شمال شرق سوريا، والذي يضم عائلات عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي، بضرورة توفير مراكز تعليم وتأهيل وملاعب للأطفال لمساعدتهم على التعلم وممارسة الأنشطة الترفيهية، مشيرةً إلى أن إدارة المخيم تولي اهتماماً خاصاً بالأمهات اللاتي يشكلن حائط الصد الأول ضد الأفكار المتطرفة.
وأشارت جيهان في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن المخيم الذي يضم أشخاصاً من 54 جنسية عربية وأجنبية ويعتبر وفق بعض التقديرات أكبر مخيم احتجاز في العالم، تحوّل إلى «بؤرة إجرام» حيث شهد مئات حالات القتل وارتفاع مستويات العنف بين قاطنيه.
وأضافت: «رغم مرور عدة سنوات على وجود عائلات عناصر التنظيم الإرهابي والجهود المستمرة لإعادة تأهيلهم، تم رصد محاولات قتل عدة، خاصة بحق النساء والأطفال، إلى جانب تهريب بعضهم إلى خارج المخيم».
وأشارت مديرة المخيم إلى أن «الحوادث مستمرة من الموجودين داخل المخيم وتزايدت خلال الفترة الأخيرة على شكل طلب فدية، بالإضافة إلى حالات السرقات الكثيرة من قبل خلايا التنظيم».
وحذرت من أن «مخيم الهول» أصبح بيئة مواتية لكل شيء مخالف، خاصة فيما يتعلق بتجنيد العناصر الإرهابية، قائلةً: «حتى الأطفال بالمخيم يتسمون بالعنف ويلقون كل من يمر بجانبهم بالحجارة، وبالتالي يعتبر هذا الملف أمنيا بالكامل».
وأشارت جيهان إلى أنه يجري العمل على تنشئة الأطفال والاهتمام بالأمهات الذين يقضون أغلب الوقت مع أطفالهن وبالتالي يمثلون حائط الصد الأول ضد الأفكار المتطرفة، مطالبةً بوجود مركز للتأهيل داخل المخيم وبناء ملاعب لمساعدة هؤلاء الأطفال على الخروج واللعب وممارسة الأنشطة، بالإضافة إلى السماح لهم بالعودة إلى بلادهم. وطالبت مديرة المخيم بزيادة عدد مراكز التعليم، مشيرةً إلى أن الكثير من الأطفال لا يتلقون التعليم.
ورغم انخفاض عدد سكان المخيم من 73000 شخص قبل عدة أعوام، نتيجة السماح للآلاف من قاطنيه بالعودة إلى ديارهم الأصلية، إلا أن عدداً من الدول امتنعت عن استقبال رعاياها الذين سافروا للانضمام إلى «داعش».