الخرطوم (الاتحاد)
يواجه السودانيون أوضاعاً إنسانية مأساوية جراء أزمة وقود حادة خاصةً في العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى انقطاع مستمر للكهرباء عن بعض المناطق ونفاد المواد الغذائية وانعدام الأدوية. ويعيش السودان أزمة وقود حادة خاصة في الخرطوم، مع ارتفاع حاد في أسعاره بالسوق السوداء، فيما يواجه سكان جزيرة «توتي» وسط العاصمة، أوضاعاً إنسانية مأساوية جراء انقطاع الكهرباء منذ 24 يوماً، ونفاد كامل للضروريات اليومية وانعدام الأدوية.
يأتي ذلك بينما يواجه اللاجئون السودانيون في الجوار أوضاعاً صعبة جراء نقص الأدوية والرعاية الطبية المقدمة لهم.
وفرّ مئات الآلاف من السودانيين من بلادهم إلى دول مجاورة، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة هو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن الأزمة أجبرت نحو 4.8 مليون شخص على الفرار من ديارهم منذ منتصف أبريل الماضي.
وأفادت المنظمة أن «التقدير الإجمالي للنازحين داخلياً بأنحاء السودان بلغ 3 ملايين و801 ألف و754 شخصاً». وأضافت «كما تسبب الصراع في تحركات عبر الحدود لمليون و72 ألفاً و804 أشخاص إلى البلدان المجاورة للسودان (تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وليبيا)».
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة تزامناً مع موسم الأمطار، يتعيّن على اللاجئين مواجهة الأمراض إلى جانب النقص في المواد الغذائية ومياه الشرب.
وأبدت منظمات دولية قلقها من تزايد حالات الإصابة بـ«الملاريا» مع موسم الأمطار في دول مجاورة للسودان، مشيرة إلى تعرّض اللاجئين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل «الكوليرا». وإضافة إلى الأمراض، يشكّل سوء التغذية مصدر قلق رئيسياً.
وحذّرت الأمم المتحدة من انتشار وفيات الأطفال داخل المخيمات، مشيرة إلى أن العشرات دون سنّ الخامسة قضوا بسبب سوء التغذية.
وأودى الجوع بـ500 طفل على الأقل داخل السودان منذ بدء الأزمة التي دفعت أكثر من 20 مليون شخص إلى «جوع حاد»، وفق برنامج الأغذية العالمي. ويؤكد العاملون في منظمات الإغاثة أنهم لم يتلقوا سوى ربع احتياجاتهم التمويلية.
وما يزيد الأمور سوءا هو أن السواد الأعظم من اللاجئين السودانيين كانوا يعانون في الأساس من نظام رعاية صحية هش في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.
سياسياً، وصل مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إلى مدينة بورتسودان للقاء بعض المسؤولين عن المدينة والمنظمات الإنسانية لبحث سبل التعاون والدعم اللازم لإقليم دارفور الذي يعيش أوضاعاً مأساوية منذ اندلاع الأزمة.