عدد اليوم
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أعلنت مجموعة عسكريين عبر التلفزيون الحكومي السيطرة على السلطة في الجابون، بعد ساعات من إعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة، ووضع الرئيس قيد الإقامة الجبرية وتوقيف أحد أبنائه ومقربين بتهمة «الخيانة العظمى»، كما أعلنوا إلغاء الانتخابات التي جرت السبت، وحل جميع مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود.
وقال رئيس الحرس الجمهوري، الجنرال بريس أوليغي نغيما الذي تم تعيينه زعيماً للمرحلة الانتقالية في بيان تلاه عبر التلفزيون الحكومي، في إطار ما أطلقوا عليه تسمية: «لجنة انتقال واستعادة المؤسسات»: إن الرئيس المحتجز علي بونغو بات رئيس دولة متقاعداً ويتمتع بجميع حقوقه كأي شخص.وأضاف: «تم وضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية محاطاً بعائلته وأطبائه، كما تم اعتقال أحد أبناء بونغو وعدد من المقربين إليه».
وأضاف: «ألقي القبض عليهم بتهم الخيانة العظمى ضد مؤسسات الدولة، واختلاس أموال عامة على نطاق واسع، واختلاس مالي دولي في إطار عصابة منظمة، والتزوير واستخدامه، وتزوير توقيع رئيس الجمهورية، والفساد، والاتجار بالمخدرات».
وكان البيان العسكري الأول جاء بُعيد إعلان فوز بونغو بولاية ثالثة بنسبة تجاوزت 67 %، وأعلن البيان إلغاء الانتخابات التي جرت السبت، وحل جميع مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود حتى إشعار آخر.
وندد العسكريون بـ«الحكم غير المسؤول الذي لا يمكن التنبؤ بتبعاته والذي يؤدي إلى تدهور مستمر في التماسك الاجتماعي، وهو ما يهدد بجرّ البلاد إلى الفوضى».
وأضاف: «هناك استياء في الجابون، وبعيدًا عن ذلك، هناك مرض الرئيس (أصيب بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 ما أدى لضعفه)، الجميع يتحدث عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية».
وأشار: «لم يكن له الحق في ولاية ثالثة، وتم انتهاك الدستور، ولم تكن طريقة الانتخاب نفسها جيدة، لذلك قرر الجيش طي الصفحة وتحمل المسؤولية».
بدوره، طالب رئيس الجابون الذي ظهر في فيديو نشر على منصة «إكس» ونقلته وسائل إعلام محلية ودولية، «الأصدقاء حول العالم» بالتحرك ضد العسكريين.
وقال: «أنا علي بونغو أونديمبا، رئيس الجابون، أبعث رسالة إلى جميع أصدقائنا في جميع أنحاء العالم، لأخبرهم أن يتحركوا، أن يُسمعوا أصواتهم».
وتابع: «تم اعتقالي أنا وعائلتي، وابني موجود في مكان ما، وزوجتي في مكان آخر، وأنا الآن قيد الإقامة الجبرية، حيث لا يحدث شيء، لا أعلم ما الذي يحدث، لذلك أدعوكم للتحرك لإسماع أصواتكم حقًا».
والجابون أحدث دولة إفريقية تشهد انقلابًا عسكريًا هو الثالث خلال 3 سنوات في القارة، بعد النيجر في 26 يوليو، ومالي عام 2022، ما أثار موجة من المواقف الدولية التي أعربت في غالبيتها عن القلق العميق إزاء حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها القارة.
وأعربت عدة دول عن قلقها إزاء التطوّرات في الجابون، وسط دعوات لاختيار الحلول السلمية والعودة إلى الشرعية الدستورية.
وقال رئيس مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ويلي نياميتوي، إنه عقد اجتماعاً طارئاً مع بوروندي والسنغال والكاميرون لتحليل الوضع في الجابون.
وأوضح أن محاولة الانقلاب تعد خرقاً صارخاً للآليات القانونية والسياسية للاتحاد الإفريقي، وشجع على ضرورة اختيار الحلول السلمية للعودة سريعاً إلى الشرعية الدستورية.
وفي السياق، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد جيش الجابون إلى ضمان سلامة الرئيس علي بونغو وعائلته.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي يرأس أيضاً تكتل «إيكواس»، أن الرئيس يعمل عن كثب مع رؤساء دول إفريقية أخرى بشأن سبل الرد على الانقلاب في الجابون.
وأكّد المغرب على أهمية الحفاظ على الاستقرار في الجابون، وقالت وزارة الخارجية إنها تتابع عن كثب تطور الوضع في الجابون وتؤكّد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد وطمأنينة ساكنته.
وأعلن البيت الأبيض أنّه يتابع من كثب الوضع في الجابون.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إنّ «الوضع مقلق جداً، نراقب ذلك من كثب وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لدعم فكرة المُثل الديمقراطية التي يعبّر عنها الشعب الإفريقي».
ونددت حكومة فرنسا على لسان المتحدث باسمها أوليفييه فيران بالانقلاب العسكري، وقال: إن باريس تطالب باحترام نتيجة الانتخابات هناك.
ودعت الخارجية الصينية إلى «حل الموقف في الجابون سلمياً»، وقالت إنه «يجب الحفاظ على السلامة الشخصية للرئيس بونجو»، الذي زار الصين في أبريل الماضي.
وفي روسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا للصحافيين: «استقبلت موسكو بقلق تقارير عن تدهور بالغ في الوضع الداخلي بالدولة الإفريقية الصديقة، نواصل مراقبة تطور الأوضاع عن كثب ونأمل في الاستقرار سريعاً».
