دينا محمود (لندن)
في الوقت الذي يهدد فيه الجفاف المتواصل في «القرن الأفريقي» أكثر من 23 مليون شخص بمواجهة مستويات حادة من الجوع، يؤكد خبراء في الطقس والأرصاد الجوية، أن المخاطر الهائلة التي تُحدق الآن بتلك البقعة من العالم، ربما لم تكن لتحدث، لولا ما يشهده مناخ الأرض، من تغيرات متسارعة، بفعل تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وشدد الخبراء، على أن خطر حدوث موجة جفاف كتلك التي تضرب شرق أفريقيا منذ عدة سنوات بشكل غير مسبوق، بات أكثر احتمالاً بفعل التغير المناخي وتبعاته، مُستندين في ذلك إلى نتائج دراسة أصدرتها مؤسسة «وورلد ويذر أتريبيوشن» المعنية بمتابعة أحداث الطقس المتطرفة، وتأثيرات تغير المناخ عليها. فالدراسة أشارت إلى أن التغير المناخي، تسبب في أن تصبح مثل هذه الأحداث، أكثر قابلية للوقوع من جهة وأشد وطأة من جهة أخرى، وذلك في ظل تقديرات تفيد بأن الظروف المناخية الراهنة، جعلت فرص حدوث موجات جفاف عاتية، على شاكلة الموجة الحالية في «القرن الأفريقي»، تزيد بواقع 100 مرة تقريباً، عما كانت عليه من قبل.
الأسوأ منذ ذلك، أن سقوط الأمطار التي طال انتظارها على المنطقة نفسها في مارس الماضي، كان نذير سوء بدوره، إذ هطلت بشدة وسببت فيضانات عارمة غمرت المنازل والأراضي الزراعية وأهلكت الماشية، وهو ما يعني أن ذلك الجزء من العالم، بات الآن على الخطوط الأمامية للأزمة التي تواجهها الإنسانية بأسرها بسبب تغير المناخ.
وقاد ذلك كله، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، إلى جعل «القرن الأفريقي» مسرحاً لكارثة غير مسبوقة، حيث فقد الكثير من السكان في غمارها دخلهم بالكامل تقريباً، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
فبعض التجمعات السكانية التي تعيش على الرعي، تفتقر حالياً لمصادر الغذاء والدخل، وسط عمليات نزوح، شملت قرابة 2.3 مليون شخص، بحثاً عن الخدمات الأساسية، والمأكل والمشرب.