دينا محمود (لندن)
قبيل استضافة المملكة المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري أول قمة عالمية بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي، حذر خبراء في التقنية يقدمون المشورة للحكومة البريطانية على هذا الصعيد، من أن إساءة استخدام تلك التقنيات، قد يُعرّض العملية الانتخابية في هذا البلد، وغيره من الدول الغربية للخطر. ومع تسارع وتيرة التحضيرات الخاصة بعقد هذه القمة التي أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اعتزام بلاده تنظيمها خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، أكد الخبراء أن هذا التهديد أولى باهتمام المجتمع الدولي، وينبغي أن يمثل مصدر قلق له في الوقت الحاضر، مُقارنة بما يُقال عن «خطر وجودي»، قد يُحدق بالبشرية في المستقبل، بفعل اتساع نطاق استخدام هذه التقنيات، وخروجها عن سيطرة القائمين عليها.
وفي هذا الإطار، أكدت ويندي هول، الأستاذة الجامعية في مجال علوم الحاسب الآلي بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، أن استخدام تلك التقنيات المتطورة، قد ينعكس بشكل سلبي على المناخ الديمقراطي في بلادها والولايات المتحدة على وجه التحديد، على ضوء استعداد الناخبين في كلا البلدين، للتوجه من جديد، إلى مراكز الاقتراع العام المقبل.
فمن المنتظر أن تشهد المملكة المتحدة صيف 2024 انتخابات برلمانية، يُتوقع أن تحتدم فيها المنافسة بين حزبيْ المحافظين الحاكم، والعمال الذي يقود المعارضة منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك قبل شهور من توجه الناخبين الأميركيين إلى صناديق الاقتراع في مطلع نوفمبر من العام نفسه، للإدلاء بأصواتهم في سباق رئاسي، لم يُحدد طرفاه حتى الآن بشكل حاسم.
وفي مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، قالت هول إنه من المتوقع أن يشهد العام القادم تزايداً في حجم ما يتم تداوله من معلومات مُضللة وصور ومقاطع مصورة زائفة، وذلك بعدما أدت تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى تسهيل عمليات التزييف التي تُجرى في هذا السياق، وزيادة الصعوبات، التي تكتنف التمييز ما بين المقاطع الصحيحة والمُختلقة.
ومن شأن نشر المزيد من هذه المعلومات المغلوطة، بما يشمل حتى تداول مقابلات مفبركة، التأثير بشكل كبير، على توجهات الناخبين التصويتية، قبيل عمليتيْ الاقتراع المقررتيْن في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبنظر ويندي هول، العضو في مجلس الذكاء الاصطناعي المستقل في بريطانيا، وهو لجنة خبراء تقدم المشورة لحكومة سوناك بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمثل استخدام تلك التقنيات على هذا النحو، تهديداً للديمقراطية. وأشارت هول إلى أن إدراك وجود هذا الخطر يفوق في أهميته، الشعور بالقلق، بشأن تهديد وجودي قد يواجه البشر في غضون 100 عام بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي وإمكانية خروجها عن نطاق السيطرة، مؤكدة في الوقت ذاته، أن ذلك لا يعني نفيها لعدم إمكانية حدوث مثل هذا الخطر من الأساس.