أحمد مراد (بغداد، القاهرة)
جدد العراق الدعوة إلى تفكيك مخيم الهول في سوريا المخصص لإيواء عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما اعتبر خبراء ومحللون، أن الجماعة الإرهابية تستغل الأحوال المعيشية لاستقطاب الأطفال وتجنيدهم في صفوفها.
وقال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، خلال اجتماعه بسفير المملكة المتحدة الجديد في بغداد ستيفن هيتشن، أمس، إن بريطانيا شريك في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، ومن المهم أن يكون التعاون أيضاً في مجال تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية، بحسب بيان مستشارية الأمن القومي العراقية.
وأضاف: «نتطلع لأن يكون هنالك تعاون دولي أو استراتيجية دولية لمكافحة المخدرات التي تمثل تحدياً جديداً».
وشدد الأعرجي على «أهمية تفكيك مخيم الهول السوري؛ لأنه ينتج الكراهية والتطرف، والتأكيد على أهمية حث المجتمع الدولي لسحب الدول لرعاياها من هذا المخيم».
من جانبه، قال السفير البريطاني: «نعمل على زيادة مستوى التعاون بين العراق والمملكة المتحدة في مختلف المجالات، لاسيما التعاون في مجال الأمن السيبراني».
وذكر البيان أنه جرى، خلال اللقاء، البحث في ملفات مخيم «الهول» وسنجار ومكافحة المخدرات، وكذلك تعزيز التنسيق بين العراق والمملكة المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.
كما تم البحث في مجمل الأوضاع السياسية والأمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي، فضلاً عن بحث سبل تمتين علاقات التعاون بين بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات.
وتهدد الأوضاع الأمنية المتردية في مخيم «الهول» عشرات الآلاف من الأطفال، حيث يتعرضون لأوضاعاً غير إنسانية تهدد حياتهم.
وأوضح تقرير حديث للأمم المتحدة، أن تجنيد الأطفال يتزايد، وارتفع بشكل مطرد على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأوضح مدير وكالة «نورث برس»، شيروان يوسف في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة مستمر بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، حيث يتم استغلال سوء الأحوال المعيشية لاستقطاب الصغار إلى صفوف المسلحين، وإغرائهم بالمال.
وأشار يوسف إلى وجود محاولات خجولة للتصدي لظاهرة تجنيد الأطفال، ولكنها لا ترتقي للمستوى المطلوب، داعياً إلى تدخل دولي لحل هذه المعضلة.
بدوره، حذر الكاتب والأكاديمي السوري شفان إبراهيم، من خطورة تنامي حملات تجنيد الأطفال، معتبراً أن ذلك يُنذر بخروج جيل جديد يمثل «قنابل موقوتة» في وجه المجتمع، وتهديداً للسلم الأهلي.
وقال شفان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن «تجنيد الأطفال يدفع إلى مزيد من التصعيد؛ لأنهم يحملون فكر العنف وهم في سن مبكرة، وبالتأكيد سوف نكون أمام مجتمع مفكك تتغلغل فيه أفكار التطرف؛ لذلك نحتاج إلى خطاب تعليمي وديني وسياسي جديد لمواجهة الظاهرة، مع دعم منظمات المجتمع المدني المعنية».