شعبان بلال (تونس، القاهرة)
قرر الرئيس التونسي قيس سعيد إنهاء مهام رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وتعيين أحمد الحشاني خلفاً لها، فيما اعتبر خبراء ومحللون أن قرار الرئيس التونسي يهدف إلى الإسراع في خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية.
وأوضح بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، أمس، أن «سعيّد أشرف مساء الثلاثاء في قصر قرطاج، على موكب أداء اليمين من قبل أحمد الحشاني، رئيساً للحكومة». وقال الرئيس التونسي، في كلمته خلال حفل تسلم رئيس الوزراء الجديد مهامه في قصر الحكومة بالعاصمة، وفق فيديو بثته الرئاسة التونسية، إن «بلاده تواجه نوعاً من الإرهاب يسعى لتجويع الشعب».
وقال: «بين أهم التحديات مواجهة نوع آخر من الإرهاب يسعى لتجويع الشعب»، مضيفاً: «لا مجال للتسامح مع هؤلاء أبداً، ولابد من محاسبتهم».
وذكر سعيد أن «من يتلاعب بقوت الشعب وبالأمن داخل تونس سيدفع الثمن باهظا بناء على القانون في ظل محاكمة عادلة». وأردف: «ما يعيشه التونسيون في كل مكان هو محاولة تأجيج الأوضاع الاجتماعية من ترتيب لوبيهات تتخفى وراء الستار ولابد من مواجهتها».
إصلاح اقتصادي
وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن قرار الرئيس التونسي بتغيير رئيس الحكومة يهدف إلى الإسراع في خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية، موضحين أن رئيس الوزراء الجديد رجل اقتصاد وقانون سيدعم وحدة الانضباط الفريق الحكومي.
واعتبر المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أن قرار تغيير رئيسة الحكومة التونسية وضخ دماء ونفس جديد في تونس كان منتظراً منذ فترة، مضيفاً أن هذا لا ينفي العمل الذي قامت به نجلاء بودن لكن المرحلة الآن تحتاج إلى صلابة أكثر وتعامل آخر، خاصة في ظل وضع اجتماعي متدهور ورغبة في قرارات حاسمة والعمل على حل المشكلات الكبرى خاصة التي تخص المسألتين الاقتصادية والإدارية.
وأضاف الجليدي في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحشاني رجل قانون وله مواقف واضحة من جماعة «الإخوان» ويؤمن بأن الدولة هي الأساس وسيذهب إلى الإصلاح مباشرة وحلحلة الملفات الراكدة، موضحاً أن تونس في مرحلة مهمة تحتاج إلى صلابة وقوة إدارية لتواجه من يريد إحباط كل عملية تنمية وتجديد والذهاب بتونس إلى منزلق كبير.
والحشاني خبير متقاعد في القانون وحاصل على درجة الماجستير في القانون العام في 1983 بكلية الحقوق، وهو من كوادر وزارة المالية والبنك المركزي حيث كان يشغل منصب مدير الشؤون القانونية.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، أن التغيير يأتي ضمن انسجام الحكومة مع الموقف الرئاسي من الإصلاحات الهيكلية.
وأضاف ثابت في تصريح لـ «الاتحاد»، أن «رئيس الوزراء أحمد الحشاني رجل ثقة وبعيد عن الأحزاب ومراكز القوى، وعليه هو الأقدر على ضمان وحدة الانضباط الفريق الحكومي».
تحديات جسيمة
وفي سياق متصل، بين المحلل السياسي التونسي الهادي حمدون أن «الرئيس قيس سعيد قد اتخذ قرار إنهاء مهام نجلاء بودن منذ فترة وحضر للبديل والدليل على ذلك أن التعيين قد حصل في بضع ساعات»، مضيفاً أن «حكومة نجلاء بودن لم تنجح أمام التحديات الاقتصادية العاجلة مما فاقم أزمة انقطاع المواد الأساسية وفشل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي».
وأشار حمدون في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الحوار الذي حدث أثناء أداء اليمين لرئيس الحكومة يؤكد أن قيس سعيد يطلب منه مواصلة مرحلة جديدة والمقصود هنا هو مرحلة تطهير مؤسسات الدولة من الفساد والقضاء على الاحتكار والتغلب على المشاكل الاقتصادية، مشيراً إلى أن الحشاني رجل اقتصادي وسياسي مخضرم.
ولفت إلى أن الحشاني لديه مهمة توفير خطة قصيرة وطويلة المدى لنهوض بالاستثمار وفتح المجال أمام أسواق جديدة وتعزيز تواجد تونس بالأسواق التقليدية كالعمل على قانون المبادرة وتنظيم المؤسسات الصغرى والمتوسطة مما سيعود بالنفع على الاقتصاد التونسي مع الطموح لتحقيق 3% نسبة نمو لسنة 2023 كبداية، ثم الانطلاق من تلك النسبة للبناء تماشياً مع حزمة القوانين التي سيتم تنقيحها.