دينا محمود (مقديشو، لندن)
في ظل تكثيف وكالات إغاثة إقليمية ودولية دعمها للصوماليين المتضررين من الفيضانات الأخيرة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن مساعداته الرامية للحيلولة دون معاناة سكان هذا البلد مشكلة سوء التغذية الحاد، التي تهددهم حال تفاقمها بالمجاعة، سجلت قفزة كبيرة خلال العام الجاري.
وفي تقرير أصدره البرنامج التابع للأمم المتحدة، كُشِفَ النقاب عن أن الدعم الذي توفره هذه الوكالة الإغاثية الأممية في ذلك الإطار، ازداد بواقع 4 أضعاف مقارنة بمستواه العام الماضي، ليصل إلى قرابة 1.3 مليون شخص، بينهم الكثير من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمُرضعات.
ويتوزع هذا الدعم، الذي يركز على توفير حزم غذائية للصوماليين المنكوبين بسوء التغذية الحاد المتفشي في بلادهم، بين مساعدات مادية وأخرى عينية، وسط تراجع عدد من يُخشى أن يواجهوا منهم مستويات كارثية من الجوع في العام الحالي، وذلك بفضل الإمدادات الإغاثية الدولية من جهة، وهطول الأمطار بمعدلات أفضل من المتوقع في الآونة الأخيرة، من جهة أخرى.
وفي حين أكد التقرير الأممي أن تلك المساعدات سبق أن أدت إلى أن يتجنب الصومال بأسره السقوط في براثن المجاعة في الربع الأخير من العام الماضي، أشار في الوقت ذاته إلى أن الأزمة الإنسانية التي تشهدها تلك الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي «لا تزال بعيدة عن النهاية».
فلا يزال قرابة 1.8 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، وسط توقعات بأن يواجه نحو نصف مليون منهم، خطراً يهدد حياتهم لهذا السبب، خلال الشهور المتبقية من 2023.
كما أن الأمطار التي هطلت مؤخراً، وتحسنت معدلاتها في بعض المناطق، لم تكن كافية في أجزاء أخرى، وذلك بينما أدت لحدوث فيضانات مفاجئة، في المناطق الجنوبية، ما أوقع خسائر بشرية ومادية.