أسماء الحسيني (الخرطوم)
تعقد قوى «الحرية والتغيير» اجتماعاً موسعاً لقيادتها في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل إنهاء الأزمة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي دخلت يومها الـ 100 مما أشاع الدمار في العاصمة الخرطوم وتسبب بزيادة حادة في العنف العرقي في دارفور وشرد ما يزيد على 3 ملايين شخص داخل وخارج البلاد.
وقال بيان للمكتب التنفيذي لقوى «الحرية والتغيير»، إن اجتماع القاهرة يكتسب أهميته لكونه الأول بصورة مباشرة منذ اندلاع الأزمة في 15 أبريل مع تزايد المعاناة الإنسانية للسودانيين في الداخل والخارج.
وأضاف البيان «إن هذه التحديات والمتغيرات تفرض رؤى واضحة، على رأسها ضرورة وقف القتال، وقطع الطريق أمام مخطط النظام البائد (نظام عمر البشير) وفلوله لتحويلها إلى حرب أهلية، واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي وفق رؤية سياسية تؤسس لبناء وطني جديد، ومعالجة آثار الأزمة على السودانيين وإعادة إعمار ما دمره القتال، وكل ذلك عبر عملية سياسية تشمل جميع أهل السودان لا يستثنى منها إلا الحزب المحلول وواجهاته ورموزه وقياداته».
وأردف البيان أن «انعقاد هذا الاجتماع المفصلي والتاريخي في أرض مصر هو أمر ذو دلالات سياسية عديدة تأكيداً على أن ما يجمع بين السودان ومصر وشعبي البلدين سيبقى وسيظل هو الأصل السائد.. وإننا في هذا السياق نتقدم لجمهورية مصر قيادة وحكومة وشعباً بالشكر لاستضافة السودانيات والسودانيين قبل الأزمة وبعدها، بجانب حرص مؤسسات الدولة المصرية على لعب دور محوري ومفصلي مع بلدان الجوار والإقليم والمجتمع الدولي يسهم في إنهاء أزمة السودان وفتح الطريق لاستعادة السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية في السودان».
وأردف البيان: «نجدد دعوتنا لطرفي الأزمة بالتوصل لوقف إطلاق النار في جولة مفاوضات جدة التي تعقد بتيسير من السعودية والولايات المتحدة».
وأطلقت مصر في 13 يوليو محاولة جديدة للوساطة بين طرفي الأزمة ي قمة «دول جوار السودان» التي استضافتها القاهرة.
ميدانياً، دخلت الأزمة في السودان يومها الـ 100، مما أشاع الدمار في العاصمة الخرطوم وتسبب بزيادة حادة في العنف العرقي في دارفور وشرد ما يزيد على ثلاثة ملايين.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، حيث شهدت الخرطوم قصفا عنيفا في بحري شمال العاصمة، بينما يخيم على مدينة «نيالا» في جنوب دارفور هدوء نسبي بعد مواجهات عنيفة وقصف مدفعي، مما خلف ضحايا وسط المدنيين.
إنسانياً، فتحت «لجنة مقاومة» في منطقة «وسط بحري» شمال العاصمة الخرطوم، باب التبرع من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء الأزمة.
وأفادت اللجنة، في بيان بعنوان «حوجة غذائية»، أن «سكان الحي يعيشون وضعاً معقداً جداً لظروف الأزمة وانقطاع التيار الكهربائي والماء، وعدم وجود محال تجارية».
وأشارت إلى «توقف العمل منذ أكثر من 3 أشهر، وعدم وجود مرتبات ونفاد ما تبقى من المخزون الاستراتيجي لكل أسرة أو فرد».
وقررت اللجنة «فتح باب التبرع لنسند بعضنا البعض من خلال توفير مواد تموينية أو المساهمة المالية لشراء مواد تموينية من أقرب مكان وتوزيعها على المتواجدين بالحي».
وتمتد شكاوى السكان من عدم توافر الغذاء إلى أحياء وضواح أخرى.
ففي «حي المزاد» وسط «بحري»، أكد عباس محمد بابكر أحد السكان، أنه لم يغادر منزله بسبب تقدم عمر والدته ومرضها.
من ناحية أخرى، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة بالوصول إلى مناطق القتال.
مقتل 8 عمال مناجم جراء تعرضهم للاختناق
قالت الشركة السودانية للموارد المعدنية أمس: إن 8 من عمال المناجم لقوا حتفهم نتيجة التعرض للاختناق بمنجم في منطقة «العلاقي» بولاية البحر الأحمر في شرق السودان.
وأضافت الشركة التابعة لوزارة المعادن والمسؤولة عن نشاط التعدين في البلاد، أن «العمال توفوا نتيجة تعرضهم لاختناق وفقدان أكسجين بعد عملية حرق بئر». وذكر بيان الشركة أن «السلطات أجلت جثث العمال الثمانية من المنجم ونقلتها إلى مستشفى». وكانت الشركة قالت يوم 31 مارس: إن «14 من عمال المناجم لقوا حتفهم وأُصيب أكثر من 20 إثر انهيار منجم في الولاية الشمالية».