عدد اليوم
جنيف (وكالات)
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن الحرارة الشديدة في نصف الكرة الشمالي تفرض ضغوطاً متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية وتؤثر بشكل خاص على من هم أقل قدرة على التأقلم.
وأوضحت المنظمة أن الحر يفاقم في أكثر الأحيان الحالات الصحية الموجودة من قبل، مبدية قلقها بشكل خاص بشأن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والربو.
ويعاني الملايين في ثلاث قارات موجة من الحر الشديد مستمرة منذ عدة أيام مع تسجيل درجات حرارة قصوى.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: إن «الحرارة الشديدة تلحق أكبر الضرر بأولئك الأقل قدرة على التكيف مع عواقبها، مثل كبار السن والرضع والأطفال والفقراء والمشردين، وتفرض ضغوطاً متزايدة أيضاً على الأنظمة الصحية».
وأوضح في مؤتمر صحفي أن «التعرض للحرارة المفرطة له تأثيرات واسعة النطاق على الصحة، وغالباً ما يؤدي إلى تضخيم الحالات المرضية الموجودة مسبقًا ويتسبب بالوفاة المبكرة والعجز».
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وكلاهما تابعتان للأمم المتحدة ومقرهما في جنيف، لدعم البلدان في تطوير خطط عمل خاصة بالطقس الحار لتنسيق الاستعداد وتقليل آثار الحرارة المفرطة على الصحة.
إلى ذلك، يستمر الحر الشديد في الهيمنة على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية حيث تسببت درجات الحرارة القصوى، بحرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة لا سيما في اليونان حيث تخوض فرق الإطفاء «معركة هائلة» لإخماد النيران.
أعلن جهاز الإطفاء اليوناني أمس أنه يتوقع وصول أكثر من 200 رجل إطفاء من رومانيا وسلوفاكيا وبولندا إلى اليونان اليوم في إطار المساعدة الأوروبية المتبادلة في مكافحة حرائق الغابات العنيفة المستعرة في البلاد.
في أوروبا أيضا فرض الإنذار بسبب «خطر كبير» ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة. ويكافح مئات عناصر الإطفاء حرائق في أرخبيل الكناري وفي اليونان خصوصاً، حيث ينخرطون في معركة هائلة لإخماد النيران غرب أثينا وعلى جزيرة رودوس السياحية على ما قال وزير أزمة المناخ والدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس.
وينتظر حلول موجة قيظ جديدة في اليونان اعتباراً من اليوم مع حرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية اليومين القادمين.
في جنوب فرنسا، سجلت مستويات قياسية خصوصاً في منطقة الآلب جنوباً والبيرينيه غرباً وجزيرة كورسيكا على ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية. وكانت هذه المستويات القياسية أعلى بـ8 إلى 11.9 درجة مئوية عن المعدلات الموسمية.
في إسبانيا، قالت المصطافة ليديا رودريغيس البالغة 29 عاماً في مدريد «لا يمكنا الخروج إلى الشارع الأمر رهيب، أنا من صقلية ومعتادة على الحر لكننا نختنق هنا».
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية إن الحرارة بلغت 45.3 درجة أمس في فيغويريس في كاتالونيا في شمال شرق البلاد و43.7 درجة مئوية في جزر الباليار.
في إيطاليا أعلن الإنذار الأحمر في 20 مدينة، حيث بلغت الحرارة في روما 40 درجة مئوية فيما المستوى القياسي المحلي 40.5 درجة سجل في أغسطس 2007.
وحطمت بكين مستوى قياسياً صامداً منذ 23 عاماً مع تسجيل حرارة تفوق 35 درجة مئوية على مدى 27 يوماً متتالية على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.
في الولايات المتحدة، تتابع مصلحة الأرصاد الجوية موجة حر «خانقة» في جنوب البلاد.
وأصدرت اليابان تنبيهات من ضربات شمس في 32 من مناطق البلاد الـ47 مع حرارة قريبة من المستوى القياسي المطلق البالغ 41.1 درجة مئوية والمسجل في 2018.
