فيلنيوس (وكالات)
تعهّدت مجموعة السبع في فيلنيوس أمس بتقديم دعم عسكري «طويل الأمد» لأوكرانيا، في خطوة رأت كييف أنّها تقرّبها من الانضمام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ولا تمثّل بأيّ حال من الأحوال بديلاً عن هذه العضوية.
وقالت بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان: «سنعمل مع أوكرانيا على التزامات أمنية محدّدة وثنائية طويلة الأمد، لضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عن أوكرانيا».
وأضافت الدول السبع في البيان الذي أصدرته على هامش اجتماعات اليوم الثاني والأخير لقمّة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس: «نعتزم تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستمرة لأوكرانيا، وأعتدة عسكرية متطوّرة في المجالات البرية والبحرية والجوية، فضلاً عن تقديم مساعدات اقتصادية».
وقدّمت الدول الصناعية السبع الكبرى هذه التعهّدات لكييف بعد مرور 18 شهراً تقريباً على بدء الأزمة الأوكرانية.
بدوره اعتبر الكرملين أن الضمانات الأمنية التي يعتزم الغرب تقديمها لأوكرانيا ستكون خطأ فادحاً.
بالمقابل، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضمانات الأمنية، مؤكّداً في الوقت عينه أنّها لا يمكن أن تحلّ محلّ مطلب بلاده بالانضمام إلى الحلف، معرباً عن تفهم بلاده مخاوف انضمام أوكرانيا للناتو «حالياً».
كما عبّر زيلينسكي عن ثقته بأنّ أوكرانيا ستنضمّ إلى حلف شمال الأطلسي بعد انتهاء الأزمة.
وتنصّ المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أنّ أيّ هجوم يستهدف أيّ دولة عضو في التحالف هو هجوم على دول التحالف بأسره، لذا تخشى الولايات المتّحدة خصوصاً من إمكانية انجرارها إلى صراع محتمل مع روسيا إذا ما أصبحت أوكرانيا عضواً في الحلف.
لكنّ زيلينسكي حاول أمس التخفيف من خيبة أمله، معتبراً أنّ التعهّدات التي حصلت عليها بلاده تشكّل «انتصاراً أمنياً كبيراً» لها.
وقال زيلينسكي بعد مشاركته في قمة الأطلسي إنّ «الوفد الأوكراني يحمل إلى الديار انتصاراً أمنياً كبيراً لأوكرانيا، لبلادنا، لشعبنا، لأطفالنا».
وفي فيلنيوس، أمس، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه بانتظار أن يفتح الحلف باب العضوية أمام كييف، فإنّ مجموعة السبع ستساعد أوكرانيا على بناء جيش قويّ يمتلك قدرات دفاعية «في البرّ والبحر والجو»، مشدّداً على أنّ «مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي».
وتشكّل تعهدات مجموعة السبع إطاراً لإبرام اتفاقات ثنائية في وقت لاحق بين هذه الدول وكييف، تتضمن تفاصيل الأسلحة التي ستمد بها كييف لمدة عشر سنوات.
وفي اليوم الأول من قمة الأطلسي أمس الأول، أكّد قادة الدول الأعضاء في التحالف العسكري بأنّ «مستقبل أوكرانيا هو في الناتو» واختصروا بعض الشيء العملية التي يتعيّن على كييف اتّباعها للانضمام للمنظمة.